تحل علينا اليوم الذكرى السنوية 101 لميلاد واحد من أعظم قادة مصر، الذين خلد التاريخ اسمه، كأحد الضباط الأحرار الذين حفروا مقبرة الملكية والاحتلال معا، وصاحب تأميم قناة السويس، وأحداث كثيرة ارتبطت باسم جمال عبد الناصر.وعلى رغم معايشته أحداث الحرب والاستعمار، والظروف الصعبة المحيطة به، والتي تمثلت في حرب فلسطين ثم ثورة يوليو 52 وما تأميم قناة السويس وما أعقبها من مخاطر تعرضت لها مصر ممثلا في العدوان الثلاثي، حتى زادت الحمل على كاهل الرجل بتوليه رئاسة الجمهورية في 56.كل هذه الأحداث العصيبة لم تكن لتمنع من خفة دم عبد الناصر، التي كثيرا ما استخدمها في تعليقه على أمور سياسية، ليطل بها راسما البسمة على الجماهير، التي لاقت الأمرين "الاحتلال والحرب".وكما هو معروف عن جمال عبد الناصر، أنه خطيب مفوه، حيث ألقى 1359 خطابا من عام 1853:1970، تناول فيها معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية والدولية، لكن ميز عبد الناصر هذه الخطابات بدعاباته الطريفة، التي كان لها أكثر من موضع.* عبد الناصر يسب بريطانيافي إحدى خطاباته الجماهيرية، تطرق جمال عبد الناصر إلى ما أذاعته BBC في برنامج "عام اليمن" وهجومها على شخصه وسبه، غير عابئة بمنصبه، حيث صفته بأنه "كلب"، ليرد عبد الناصر في غضب "انتو اللي ولاد ستين كلب".إلا أن هذا الغضب، ما لبث وتحول إلى فكاهة حينما قال: لو الموضوع قلة أدب يفتكروا كتبنالهم ايه على الحيط في بورسعيد، نجبلهم الحيط يقلبوا فيها يشوفوا احنا مين"، ليتحول المكان إلى وصلة من الضحك. * طرافة الأشقاء لم تستطع نفس عبد الناصر تحمل التدخل البريطاني والأمريكي في الشأن المصري السوداني، واللذين يريدان التدخل لتقرير مصير السودان وعلاقته بمصر، في محاولة ﻹحداث فتنة بين شعبي وادي النيل، على حد ذكره، ليقابل عبد الناصر هذا التدخل السافر بخفة دم المصريين المعهودة "مستقبل مصر والسودان من تقرره مصر والسودان، وهما اتخلقوا حاجة واحدة. مصر في الشمال والسودان في الجنوب. مش هيعزلو، مفيش واحدة فيهم هتروح أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية".* السخرية من الإخوان يقول عبد الناصر إنه بعد محاولة من الدولة التصالح مع جماعة الإخوان، بشرط أن تسير على الطريق الصحيح، طلب منه مرشد الجماعة وقتها أمرين،أولهما أن تلبس جميع النساء الحجاب والثاني أن يسير الناس في النهار فقط دون الليل.وفي رد علت فيه ضحكات الحاضرين قال له جمال عبد الناصر "يا أستاذ انت عندك بنت في كلية الطب مش مش لابسة طرحة".وفي موضع آخر يعكس الروح الخفيفة التي تمتع بها الزعيم "كما يلقبونه" حيث يستعرض همته في الإصرار على الثورة والإصلاح رغم استقرار حالته وعدم تأثرها بالوضع القائم حينها، فيقول "أنا كنت ضابطا كبيرا في الجيش وعندي عربية مكنتش محتاج حاجه وعندي أولاد، ليقاطعه أحد الحاضرين في صوت مميز " ربنا يخلهملك"، ليدخل عبد الناصر في وصلة من الضحك مع جميع الحاضرين ويقول "ما كفاية بقا".