مخاوف أمريكية من الصدام مع إيران واتساع نطاق الحرب

  • 1/15/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بالتزامن مع زيارات كل من جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير الخارجية مايك بومبيو، إلى الشرق الأوسط. ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تقريرا على لسان مسؤولين حاليين وسابقين بالبلاد، عبروا عن مخاوفهم العميقة من أن مستشار الأمن القومي جون بولتون يمكن أن يعجل بنزاع مع إيران في الوقت الذي يفقد فيه ترامب نفوذه في الشرق الأوسط عن طريق سحب القوات الأمريكية. وأضافت أن مجلس الأمن القومي طلب من وزارة الدفاع الأمريكية في العام الماضي تزويد البيت الأبيض بخطة لشن هجوم عسكري على إيران، حسبما قالت وزارة الدفاع الأمريكية ومسؤولون أمريكيون كبار يوم الأحد. وتابعت أن هذا الطلب الذي أثار قلق وزير الدفاع آنذاك جيم ماتيس ومسؤولين آخرين في البنتاجون جاء بعد أن أطلق مسلحون مدعومون من إيران ثلاث قذائف مورتر أو صواريخ على قطعة أرض  فارغة على أراضي السفارة الأمريكية في بغداد في سبتمبر. واستجابة لطلب بولتون، الذي أفادت به صحيفة “وول ستريت جورنال” لأول مرة، عرضت وزارة الدفاع الأمريكية بعض الخيارات العامة، بما في ذلك غارة جوية عبر الحدود على منشأة عسكرية إيرانية كان يمكن أن تكون رمزية في معظمها. لكن ماتيس وغيره من القادة العسكريين يعارضون بشدة فكرة الانتقام، بحجة أن الهجوم كان ضئيلًا ، حسبما قال هؤلاء المسؤولون. وقال مسؤول أمريكي كبير طلب عدم ذكر اسمه لمناقشة مداولات السياسة الداخلية إن مثل هذه الضربة يمكن أن تكون سببت صراعا مسلحا وكان يمكن أن تدفع بالعراق ليأمر الولايات المتحدة بمغادرة البلاد. وأضافت الصحيفة أنه منذ تولي بولتون منصبه في أبريل/نيسان الماضي، قام بتكثيف سياسة الإدارة في عزل إيران والضغط عليها، مما يعكس عداءً ضد قادة إيران يعود إلى أيامه كمسؤول في إدارة جورج دبليو بوش، كما دعا لاحقًا إلى شن ضربات عسكرية على إيران، فضلًا عن تغيير النظام. ونوهت إلى أن بولتون حقق تقدما في بعض القضايا،مثل إقناع ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، لكنه كان أقل نجاحًا بموضوعات أخرى، مثل الحفاظ على وجود عسكري أمريكي في شمال شرق سوريا لمواجهة النفوذ الإيراني، وهو أمر تعهد به بولتون،قبل بضعة أسابيع من إعلان ترامب قراره بالانسحاب من سوريا في ديسمبر. وأكدت الصحيفة أن بولتون لا يريد الاستماع لأي وجهة نظر معارضة، ويخالف التسريبات ويريد السيطرة على ما يصل للرئيس ترامب، والأهم من ذلك أنه لا يوجد الكثير من الخيارات للتعامل مع إيران، وأي خيار سيؤدّي إلى التصعيد حتمًا. وامتنع البنتاجون عن التعليق على طلب بولتون، وقالت الوزارة في بيان لها إن وزارة الدفاع هي مؤسسة تخطّط وتوفّر للرئيس خيارات عسكرية لمجموعة متنوّعة من التهديدات، كما تعمل على مراجعة واستكمال الخطط والأنشطة الخاصة بالتعامل مع مجموعة التهديدات، ومن ضمن ذلك التي تطرحها إيران والرد إذا لزم الأمر. ولفتت الصحيفة إلى أن بولتون ليس الوحيد في إدارة ترامب الذي يعادي إيران، حيث قال بومبيو من القاهرة إن “الدول تفهم بشكل متزايد أنه يجب علينا مواجهة آيات الله وليس دمجها“ وذكرت مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية في تقرير سابق لها أن النزاع الإقليمي بين الولايات المتحدة وإيران في لبنان وسوريا واليمن والعراق، يمكن أن يتفاقم، خاصة وأن النتيجة الأأكثر شيوعا في لمثل هذه الصراعات هي الحرب. وأشار التقرير إلى أن القدرات العسكرية لطهران ليست متقدمة مثل الولايات المتحدة، لكنها قوية بما يكفي لتقييد أهداف واشنطن الاستراتيجية عبر أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط ، خاصة عندما تقترب من الحدود الإيرانية. ووفقا لتقرير عام 2011 الصادر عن مركز التقييمات الاستراتيجية والمتعلقة بالميزانية “CSBA”، فإنه إذا فكرت إيران في الهجوم على الولايات المتحدة سيمون في إطار زمني بين عام 2020 و2025. ومن المرجح أن تستغل إيران عنصر المفاجأة لإخضاع القوات الأمريكية في الخليج لهجوم مركَّز بالأسلحة المشتركة. باستخدام رادارات ساحلية وطائرات بدون طيار وسفن مدنية لمعلومات الاستهداف الأولية، يمكن للسفن الإيرانية السطحية أن تجتاح المقاتلين الأمريكيين في المياه الضيقة، وتطلق كميات ضخمة من الصواريخ والقذائف، وسوف تكون فعالة بشكل كبير في إفشال الدفاعات الأمريكية. كما أنها ستحاول بالطبع إغلاق مضيق هرمز. كما ستحاول إيران توسيع النطاق الجغرافي لتشتيت موارد القوات الأمريكية في أكثر من مكان، كما يمكنها توظيف وكلاء إيران الإرهابيين، ربما بمساعدة عملاء فيلق القدس ، لتهديد مصالح الولايات المتحدة في المسارح الأخرى. يمكن لإيران أن تستغل علاقتها مع حزب الله لمحاولة جر إسرائيل إلى الصراع أو استغلال شبكات حزب الله السرية لتنفيذ هجمات في مناطق أخرى. ولا يعني التقرير أن إيران ستنتصر أو تنهزم، لكنه لفت إلى نقطة غاية في الأهمية، وهي أن حربا بين إيران والولايات المتحدة سيكون لها أثارا تدميرية كبيرة على نطاق واسع في المنطقة، ولن تكون حرب جيش واحد أمام آخر..بل ستكون جديرة بلقب “الحرب العالمية الثالثة”.

مشاركة :