سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان، شخصية خلافية، تارة ينادي بالسلام، وأخرى يشعل سيف الحرب، ذو وجه صارم، وملامح حادة تسيطر على رؤيته ثقافته العسكرية.رئيس جنوب السودان والذي يزور القاهرة غدًا في زيارة رسمية تستغرق يومين يلتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل بحث القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ومناقشة مستجدات اتفاق السلام بين طرفي النزاع في جنوب السودان، كما قال جوزيف مومو سفير دولة جنوب السودان في مصر.سلفا كير الذي كان طفلًا وقت حدوث أول تمرد في جنوب السودان 1955 على خلفية رحيل الاحتلال البريطاني، قاد حربًا شعواء ضد نائبه رياك مشار، خلفت آلاف الجرحى، سمح أخيرا لمسار العودة إلى بلاده بعد عامين من المنفى، ورغم أن الصلح بين الطرفين سرعان ما يتبدد، إلا أن سلفاكير ومشار سرعان أيضًا ما يعودا لاتفاق السلام من أجل السودان.وقد وقع الزعيمان اتفاق سلام أخيرا في أغسطس الماضي، بعد مفاوضات استمرت أسابيع.بدأ سلفا كير حياته العسكرية جنديا في الجيش السوداني قبل أن يلتحق بقوات قرنق، وفي عام 1986 أصبح نائب قائد الأركان مكلفا بالعمليات في الجيش الشعبي لتحرير السودان.أصبح سلفا كير عام 1997 نائبا لقرنق في قيادة الحركة، وفي الوقت نفسه قائدا عسكريا لقواتها المسلحة في بحر الغزال.ثارت الشائعات منذ العام 1998 حول خلافه مع جون قرنق وبأنه كان يخطط لانقلاب داخل الحركة الشعبية واعتقال قائده قرنق. ويعد سلفا كير من المتشددين داخل الحركة، وكان مؤيدا قويا لخيار الانفصال عن الحكومة المركزية باعتباره حلا أمثل للجنوب.سلفا كير جاء إلى منصب نائب رئيس السودان خلفًا للعقيد جون قرنق، رئيسا للحركة الشعبية لتحرير السودان وقائدا لجيشها بعد وفاة سلفه في حادث مروحية بجنوب السودان.نشأ خلاف كبير بينه وبين نائبه رياك مشار عقب انفصال جنوب السودان، ولا يزال هذا الخلاف يتحكم في مصير جنوب السودان، الذي أصبح مستقبله على المحك بسبب الخلاف القبلي بين الزعيمين.وكثيرا ما يتبنى سلفا كير وساطات كثيرة، كان آخرها المصالحة بين القبائل المختلفة في الجنوب السوداني، ومنها ما جاء على نحو مفاجئ حين عرض سلفاكير على حكومة الخرطوم التوسط بينها وبين الحركة الشعبية قطاع الشمال المتمردة، لإنهاء الحرب الدائرة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان المُعرّفة دوليا بـ"المنطقتين".
مشاركة :