العين:عاطف صيام حقق منتخبنا الوطني، هدفه؛ بالوصول إلى صدارة مجموعته في أمم آسيا، كما كان مخططاً له قبل انطلاق البطولة؛ بل وكما كان مطلوباً منه من قبل الجماهير، والقيادات الرياضية في الدولة؛ باعتبار أننا البلد المستضيف للحدث القاري الكبير؛ لكن كانت المفاجأة و«الصدمة» للشارع الرياضي، بالشكل الذي ظهر عليه «الأبيض» في المباريات الثلاث، التي خاضها في مرحلة المجموعات، وجاء فيها الأداء مخيباً للآمال والطموحات، الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى التشكيك في قدرة المنتخب على مواصلة المشوار، والذهاب بعيداً في البطولة، وأن محطته ستتوقف عند دور الثمانية؛ عندما يصطدم بالكبار، والمسألة في هذا الأمر غير مرتبطة بالتشاؤم أو اليأس، وإنما تتعلق بعدم وجود شخصية أو هوية ل«الأبيض» يرتكز عليها في العمل في المقام الأول ثم يأتي بعد ذلك تطوير الجوانب الفنية والخططية، وهو ما يتطلب إسعافات عاجلة من المدرب الإيطالي ألبرتو زاكيروني، وطاقمه المساعد إلى جانب مضاعفة الجهد من اللاعبين، واستنهاض هممهم، ووجوب التركيز العالي طوال أيام البطولة.بالعودة لأداء منتخبنا في الجولات الثلاث الماضية؛ نجد أن ضربة البداية أمام البحرين لم يتوقف عندها الكثيرون؛ باعتبار طبيعة اللقاءات الافتتاحية للبلد المستضيف صعبة؛ من حيث الضغوط والتوتر هذا إلى جانب أن المواجهة جاءت أمام منتخب خليجي كحال المواجهات، التي تحمل خصوصية معينة.وفي المباراة الثانية، أمام الهند، الذي فجر مفاجأة في الجولة الأولى؛ بالفوز برباعية على تايلاند، والتحدي، الذي سبق اللقاء لم يظهر المنتخب بالصورة المطلوبة في الشوط الأول على وجه الخصوص، وربما ضغوط الخوف من الخسارة؛ أثرت فيه، وكان غائباً عن التركيز، والوحيد الذي كان حاضراً؛ هو الحارس خالد عيسى، الذي حافظ على نظافة الشباك حتى النهاية، ثم تحسن الأداء في الشوط الثاني، وانتهى اللقاء بالفوز بهدفين نظيفين، وهو ما منح الجميع تفاؤلاً كبيراً بالظهور القوي في الجولة الثالثة والأخيرة أمام تايلاند، خصوصاً بعد أن ضمن التأهل للدور الثاني، ما يعني أنه سيدخل اللقاء بأريحية، بعكس منافسه التايلندي، المطالب بتحقيق نتيجة إيجابية؛ للصعود للمرحلة الثانية، وبدأت المباراة بما هو متوقع بأفضلية ل«الأبيض»، وسجل هدفه في الدقيقة السابعة عن طريق علي مبخوت ثم السيطرة على وسط الملعب، وبعدها ظن الجميع أن المنتخب في طريقه إلى تحقيق فوز مقنع، يمسح به الصورة في المباراتين الماضيتين، وبنفس الوقت يكسب ثقة الجماهير الغاضبة من الأداء؛ لكن سرعان ما تبدد كل ذلك، وعاد الأداء إلى السوء، خصوصاً في الشوط الثاني، الذي ظهر فيه المنافس التايلندي بصورة أفضل، وكان الأكثر خطورة على مرمانا، ولم تصنع التبديلات، التي دفع بها المدرب زاكيروني، الفارق في الشوط الثاني، ولم تشكل الإضافة المطلوبة، واستمر الأداء بنفس الطريقة إلى أن انتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي (1-1) وحقق المنتخبان من خلاله هدفهما بالصعود للدور المقبل.صحيح أن منتخبنا لم يتعرض للخسارة كما ذكر مدربه الإيطالي؛ لكنه في نفس الوقت فاز بلا إقناع، وبلا رضا من الجماهير، وهو بعكس ما ذكره زاكيروني في المؤتمر الصحفي، بأن المنتخب كان هو الأكثر استحواذاً في المباريات الثلاث، وأن المنتخبات لعبت أمامه بصورة دفاعية، وهو ما لم نره في الواقع على أرضية الميدان، كما اعترف زاكيروني، بأن الأداء لم يكن على قدر الطموح؛ بسبب الإصابات، التي طاولت بعض اللاعبين، وأن همه الأكبر، وشغله الشاغل هو تطوير المستوى، الذي يتحسن ببطء من مباراة لأخرى؛ لكن يبقى السؤال المطروح هل هناك مساحة زمنية لانتظار التحسن المطلوب في بطولة مضغوطة؟ إذ إن المراحل القادمة سيكون اللعب فيها بخروج المغلوب. أما بالنسبة لبقية المنتخبات، فقد عادت البحرين من الباب الضيق؛ بالفوز في الوقت القاتل على منتخب الهند صاحب أفضل أداء في المجموعة، ومثل خروجه مفاجأة، وسبب حزناً للكثيرين؛ ومن بينهم مدرب تايلاند سيرساك، الذي أعلن ذلك صراحة في المؤتمر الصحفي؛ بعد مباراته أمام منتخبنا، واعتبر مغادرة الهند من أكبر المفاجآت في البطولة، فيما نجح المنتخب التايلاندي في تحقيق هدفه؛ بتأهل تاريخي للدور الثاني.
مشاركة :