لندن - الوكالات: صوت النواب البريطانيون بغالبية ساحقة الثلاثاء على رفض اتفاق بريكست الذي توصلت إليه لندن مع بروكسل في تصويت تاريخي يترك مصير الخروج من الاتحاد معلقا. ورفض النواب في مجلس العموم بغالبية 432 صوتا مقابل 202 الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي. ومباشرة بعد التصويت قالت ماي «إن المجلس قال كلمته والحكومة ستمتثل». وتابعت رئيسة الوزراء «من الواضح أن المجلس لا يؤيد هذا الاتفاق لكن التصويت هذه الليلة لا يكشف ماذا يؤيد». مضيفة أن التصويت لا يكشف «أي شيء حول الطريقة التي ينوي فيها (المجلس) تطبيق قرار» الشعب البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي، أو حتى ما إذا كان ينوي فعل ذلك. وقالت ماي «استمعوا للشعب البريطاني الذي يريد تسوية هذه المسألة». وبعد قرار البرلمان قدم زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن مذكرة لحجب الثقة عن حكومة ماي. وقال «قدمت اقتراحا بحجب الثقة عن هذه الحكومة»، واصفا هزيمة الحكومة بأنها «كارثية» استنادا الى نتيجة التصويت على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. من جانبها أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية استعدادها لمواجهة تصويت البرلمان لحجب الثقة عنها اليوم (الأربعاء). وقد تزج الهزيمة التاريخية لماي البلاد في مأزق، بشأن عضويتها في أكبر تكتل تجاري في العالم، الذي شكل اقتصادها على مدى عقود. وحثت تريزا ماي نواب البرلمان يوم الاثنين على إلقاء نظرة أخرى على الاتفاق، لكن البرلمان أكد رفضه في جلسة التصويت أمس. وقد يعني انتهاء هذا التصويت بنتيجة مهينة إجبار ماي على تأجيل خروج بريطانيا المقرر من الاتحاد الأوروبي يوم 29 مارس، وربما يفتح المجال أمام خيارات أخرى تتراوح بين إجراء استفتاء آخر أو ترك الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق. وقال دومينيك راب، الذي استقال من منصب وزير، عن الخروج من الاتحاد الأوروبي في نوفمبر الماضي احتجاجا على خطط ماي، إن الوقت قد حان للتحضير للخروج من دون اتفاق، وهو ما يخشى العديد من أصحاب الأعمال أن يثير الفوضى في شركاتهم. من جانبه دعا رئيس الاتحاد الأوروبي القادة البريطانيين الى اعادة النظر باستراتيجيتهم بشأن بريكست بعد رفض البرلمان اتفاق ماي مع الاتحاد. وكتب دونالد توسك في تغريدة: «إذا كان الاتفاق مستحيلا، والكل يريد اتفاقا، عندها من سيكون لديه الشجاعة للقول ما هو الحل الإيجابي الوحيد؟».
مشاركة :