من يتفوق في الذكاء الاصطناعي؟

  • 1/16/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هنري ويكفيلد * في الوقت الذي أصبح فيه الذكاء الاصطناعي الساحة الجديدة التي تتنافس فيها الدول بعضها مع بعض، فإن كلاً من أمريكا والصين تحاولان حالياً بكل قوة السيطرة عليه، بينما ستكون الأموال التي يتم إنفاقها في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي هي العامل الفصل في التفوق، خاصة من جانب القطاع الخاص الذي ستكون على عاتقه مسؤولية كبيرة في تلك الجهود. وبالنظر إلى امتلاكهما كماً كبيراً من البيانات التي تعتبر المدخل الأساسي في أنظمة الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى البيئة التي تضمن تطور القطاع مستقبلاً، وتوفر الشريحة المناسبة من المستخدمين، فإن حرب الذكاء الاصطناعي ستصب في النهاية لصالح الدولة التي تدير معاركها بعقلية تتسم بالحكمة، وتبني معايير الابتكار الأكثر تفرداً بالمقارنة مع غيرها. بعض الخبراء يشيرون إلى أن الصين ربما تكون حالياً متفوقة على أمريكا في هذا المجال، ولكن أعتقد أن هذه النظرية غير صحيحة حتى الآن بسبب أن المجال لم يصل بعد إلى المرحلة التي يمكن من خلالها الحكم على مستوى تطوره. يجب أولاً عدم الاعتماد على حجم الصناعة الحالي، من خلال النظر إلى عدد المصانع أو الروبوتات أو الأجهزة التي يتم إنتاجها في كلتا الدولتين، أو حجم الاستثمارات الحالي، على الرغم من أن الاستثمار الحكومي والخاص، هو العامل الحاسم. كما يجب إدراك حقيقة أن المستهلكين في الصين يستخدمون التكنولوجيا أكثر من الأمريكيين في كثير من الخدمات، ومن هذا المستوى يمكن للصين استغلال هذا التفوق الملحوظ واستخدام الذكاء الاصطناعي، ورغم ذلك فإن الولايات المتحدة التي تتأخر نسبياً عن الصين في هذا الأمر، لن تستمر طويلاً في مرحلة اللحاق بما وصلت إليه منافستها. ربما يكون من الصعب حالياً الجزم بأن الصين ستحقق تقدماً ملحوظاً في المنافسة بينها وبين الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي لعدة أسباب تتضمن أولاً عدم قدرتها على إنتاج برامج وتطبيقات عالمية مثل «فيسبوك» و«جوجل»، بغض النظر عن أنها تمتلك تقنيات عالمية متطورة. والمسألة الأخرى هي أن الحجم الكبير من البيانات لا يضمن جودة أو كفاءة أنظمة الذكاء الاصطناعي، إذ إنها من المدخلات الرئيسية فقط، إضافة إلى أن وفرة الكفاءات الموجودة لا تعني حتماً إنتاج برامج وتطبيقات ذات كفاءة عالية، ناهيك عن أن التوجهات المحلية للأسواق ستكون عاملاً مهماً جداً في ذلك، بالنظر إلى أن الشركات الصغيرة في الصين، تتطلع إلى تغطية الطلب المحلي فقط، بدون أن تكون لها خطط واستراتيجيات توسعية خارج الصين. * ديجيتال تريندز

مشاركة :