ذكر موقع بلومبيرج الأميركي أن قضية المواطنة السعودية رهف القنون تبرز الدور الجديد للإعلام الاجتماعي في تعزيز الحريات المدنية بالعالم العربي. وأوضح الموقع في مقال للكاتب بوبي جوش، أنه في هذا الشهر قبل ثماني سنوات بدأ شعور لدى ملايين الشباب العربي بأن وسائل التواصل الاجتماعي ستنقذهم. فقد استعمل نشطاء الديمقراطية «تويتر» و«فيس بوك» كأدوات للتنظيم والحشد لدعوة الملايين في تونس والقاهرة والمنامة وصنعاء وعواصم أخرى للخروج للشوارع، ونجحت في النهاية في إسقاط أنظمة حسني مبارك وزين العابدين بن علي ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح. وتابع الموقع: «إن سقوط هذه الأنظمة أغرى النشطاء وأساتذة العلوم السياسية للاستنتاج بأن الإعلام الاجتماعي هو أداة أكثر فاعلية في أحداث تغيير سياسي من الانقلابات والحروب الأهلية». وأضاف: «لكن بات قليل منهم اليوم ثابتاً عند اعتقاده، مع تبني الأنظمة القمعية العربية أدوات التواصل الاجتماعي واستخدامها لتحقيق غاياتها، إذ باتت أنظمة كثيرة اليوم تراقب مواقع التواصل عن كثب لاكتشاف أي إشارات لحراك سياسي، بل إن بعضها يوظف روبوتات إلكترونية على «تويتر» وغيره للتشويش على أصوات المعارضين». وأشار الكاتب في مقاله إلى أن البرامج التي تستخدم التشفير مثل «واتس آب» و»سيجنال» تسمح للشباب العربي بالتعبير عن مشاعر السخط ومشاركتها، لكن المنصات الإلكترونية الكبرى مثل «فيس بوك» لم تعد تستخدم لتكوين وحشد حركات سياسية. وذكر الكاتب قضية رهف القنون وقال إنه إذا كان الإعلام الاجتماعي لم يعد بيتاً للشباب العربي الساخط، فإنه كان بمثابة الخلاص والنجدة للمواطنة السعودية الأسبوع الماضي، عندما فرت إلى تايلاند من انتهاكات عائلية تتعرض لها في السعودية واستخدمت التغريد على «تويتر» لجلب تعاطف العالم معها واجتذاب انتباه منظمات حقوق الإنسان التي تعاونت مع الأمم المتحدة حتى منحتها كندا حق اللجوء، وأنهت بذلك جهود النظام السعودي لإعادتها لعائلتها. ولفت الموقع إلى أن ما فعلته القنون يشبه الدراما التي أثارت الذهول حول العالم، وقال إن الشباب العربي لا شك سيحلل الحادثة عن كثب، مضيفاً أنه كما كانت انتفاضات تونس ومصر ملهمة لآخرين لاستخدام الإعلام الاجتماعي للتنظيم والحشد، فإن حنكة رهف القنون في استعمال «تويتر» من المرجح أن تلهم آخرين يسعون إلى الهروب من بطش أسرهم.;
مشاركة :