يرى الفنان التشكيلي الدكتور فؤاد مغربل أن الساحة التشكيلية السعودية «فقدت رائدة من رواد الفن التشكيلي السعودي»، مشيرا إلى أنه رافقها «في أكثر من مناسبة في معارض أصدقاء الفن لدول الخليج العربي في دول العالم المختلفة. وكان لها طرح مميز وتجارب مختلفة أثرت بها الساحة التشكيلية، وهى مثابرة ومبادرة ومثقفة تنقلك معها في دهاليز الفن، ومتابعة لكل ماطرح في العالم العربي والغربي ليس بالقراءة فقط وإنما بالحضور». من ناحية، يقول الفنان والناقد محمد المنيف: «لا شك أن رحيل الفنانة منيرة مؤسف لولا إيماننا بالله وان الموت حق. رحلت جسدا ولا زالت تعيش في عالمنا الدنيوي بابداعاتها التي تذكرنا بما قدمته عبر مسيرة مشرقة لم تكل أو تمل أو تتراجع عن خط سيرها ونهجها الفني، الذي تميزت به وجعلت منه امضاء ينوب عن امضاء اسمها. لقد سعدت كثير باللقاء بها كان آخرها في مشاركتها ضمن صالة حافظ جاليري في ارت دبي عام ٢٠١٦. إذ كانت أكثر تألقا وسعادة. كان حضورها يرحمها الله في أي مناسبة فنية مؤثرا ومثيرا يضفي جوا من المحبة بين الجميع. ساهمت كثيرا في مسيرتها رغم تجاهل بعض مؤسساتنا المعنية بالثقافة والفنون لتكريمها، سوى في حفلة تكريم نخبة من الرواد قام بها معهد مسك للفنون مع ما كرمت به شخصيا وانفراد من خارج الوطن، وقد يكون وجودها في البحرين أبعدها عن مثل هذه المبادرات التي كانت يرحمها الله تستحقها». وأضاف المنيف أن مسيرة الفنانة الراحلة منيرة موصلي، «ليس فيها انفصال بين ما تعيشه وما أبدعته، فالمشاهد والمتابع لمراحل تسلسل تجاربها يكتشف انها تنبع من جوانب إنسانية فيها ما يتعلق بالتحولات في حياتها الخاصة، وأخرى تترجم بها معاناة الآخرين. منيرة الموصلي حالة خاصة في الحركة التشكيلية السعودية ترسم كما ترى العالم لا كما يريده المقتني. كانت أعمالها أقرب إليها من قربها لمن لا يرى فيها بعدها الإنساني والإبداعي. مرت بمحطات عانت فيها فهم الآخر بلغتها، الا من يمتلك الوعي والثقافة الجمالية. كانت تنظر الى العنصر بعين الفنانة وليس بعدسة مصور أو رسام. وكانت تمتلك الحرية والثقة فيما تقدم. رحلت لكنها باقية بيننا وفي وطنها بارثها وأثرها الفني». وقالت الفنانة علا حجازي: «غبت ساعات قليلة عن «السوشيل ميديا» لأتفاجأ بنبأ رحيل رائدة الفن التشكيلي السعودي منيرة الموصلي أفزعني الخبر جدًا، درتُ بذاكراتي، لبداياتي التشكيلية حيث الملتقيات الفنّية في دبي، الكويت، الدوحة، القاهرة، عمّان، ومسقط... الخ. هناك كانوا يشبهونني بمنيرة الموصلي، وعرفت بأنها كانت شعلة نشاط، ولربما يعود لهذا السبب تشبيهي لها. قرأت الكثير عنها، وحضرت في دارة الفنانة صفية بن زقر الكثير من المحاضرات التي تدور عن بداياتها مع الفنانة منيرة، فهما أول من أقاما معرض تشكيلي نسائي في السعودي. ظلّت رغبتي في لقائها لا تتوقف، وتحقق ذلك في عام ٢٠١٦ في معرضها الشخصي في جدّة، في غاليري حافظ، وكان عنوان المعرض «على سلالم اللون هناك آثار لخطواتي». بهذا المعرض ودعنا فنانة قديرة يتوشح قلبها بعقد من الفلّ المبتسم. يبدو لي أن الفنان الحقيقي يفنى ليحيي بألوانه عتمة الحياة ويضيء بالخلود بعد رحيله. رحمها الله، برحيلها خسر الفن التشكيلي السعودي فنانة لا تتكرر».
مشاركة :