يلقى مركز الطيور الجارحة بمدينة كلباء، إقبالاً كبيراً من محبي الطيور بمختلف أنواعها، وقد أعدت إدارة المركز التابعة لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة برنامجاً يقدم خدمات مميزة وعروضاً للزوار في الهواء الطلق ، بحسب دلال اليماحي مدير مكتب «الهيئة» في كلباء. وقالت اليماحي، إن المركز استقبل خلال العام الماضي 9538 زائراً من الزوار العاديين، ومن طلاب المدارس على اختلاف أعمارهم، إضافة إلى مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، ويتم تنظيم عرضين للطيور الجارحة كل يوم ما عدا الجمعة يكون عرضاً واحداً، وباستثناء يوم الاثنين تم تخصيصه إجازة لفحص الطيور وعرضها على القسم الصحي المختص بالشارقة. وذكرت أن مدينة كلباء تعد من أكثر المناطق في الدولة استقطاباً للطيور المهاجرة سواء الجارحة أو غيرها، ولا تزال من المناطق الأكثر مطراً، حيث تتشكل المستنقعات المائية وبرك المياه، فضلاً عن وجود الخور البحري وجزيرة القرم، ما ساعد على استقرار الكثير من الطيور بها وبشكل دائم، من هنا جاءت توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة بضرورة إقامة مركز الطيور الجارحة، ليكون معلماً ومكاناً لرؤية الطيور. ويضم المركز العديد من أنواع الطيور الجارحة، مثل «العقاب» كبير الحجم ذو الأجنحة الطويلة والعريضة والأقدام الكبيرة، و«الباشق» وهو طير ذو ذيل طويل يساعده على الالتفاف السريع وهو يطير، و«الباز» ذو الجسم الكبير والأجنحة العريضة التي تساعده على الحوم والصيد في المناطق المفتوحة، كما يضم المركز طيوراً أخرى، مثل النسر الجارح والصقور، وكذلك البوم ذات العيون المميزة باللون الأصفر. وأشارت اليماحي إلى أن طيور المركز أغلبها جارحة، وهي طيور نهارية تقوم باصطياد فرائسها خلال فترات النهار، باستثناء بعض طيور البوم التي تصطاد فريستها ليلاً، وتتمتع هذه الطيور بمناقير معقوفة وبصر ممتاز ومخالب حادة وأرجل قوية. ويحفل المركز بعدد كبير من طيور العقاب، الذي يستوطن بعض مناطق الدولة والسعودية وعمان، وهو طير مهاجر يُطلق عليه عقاب الأفاعي، حيث إنه متخصص في صيد الزواحف، إذ تشكل الأفاعي 70% من نسبة صيده، كما يتغذى على بعض السحالي والثدييات الصغيرة من حين لآخر، كما يتغذى على الطيور الجريحة. ونظراً لوجود مدينة كلباء على خط رئيس لهجرة هذه الطيور بمختلف أنواعها الجارحة وغير الجارحة، وفي ظل برودة الطقس في المناطق المهاجرة منها، تمر عبر أجواء الدولة والدول المجاورة لتبحث لنفسها عن الطعام والمأوى المناسبين.
مشاركة :