صدرت حديثا عن دار "روافد" بالقاهرة المجموعة القصصية التي تحمل اسمين "لأسباب شديدة الهشاشة" و"العلب" للكاتبة هناء نور؛ بغلاف من تصميم رائد مجدي وكلمة غلاف للباحث في الصوفية والعلوم الإسلامية أشرف الجمال.تضم المجموعة 14 قصة ما بين قصص قصيرة وقصص قصيرة جدا.. ويبدو من خلال التدقيق في قصص هذه المجموعة تأثر الكاتبة إلى حد كبير بالفنان التشكيلي العالمي مارك شاغال والذي حرص على المزج دائما بين عشرات الكائنات في لوحاته، لتجدها بما فيها الجماد أيضا، تعيش في تصالح وانسجام تام.ثم يبدو لك من خلال قراءة أخرى أن شاغال يظل حلما لا يزول من مخيلة الكاتبة.. فهل يستطيع الخيال أن يتعايش مع واقع دول العالم الثالث، أم أنه سيفر ويهرب ولا يبقى سوى مجرد قبح يتمكن من الانتصار على الجمال رغم فداحة الجمال ووضوحه وإصراره على إثبات ذاته بكل ما أوتي من قوة.تربط بين شخصيات القصص فكرة العزلة، ويبدو أيضا أن الكاتبة تهتم لأمر تلك الشخصيات ضيقة العالم أو التي حصرها الجهل، والفقر، والمرض، والحرية الغائبة عن العالم الأكثر اتساعا، فأصبح شغلها الشاغل تحقيق أشياء تبدو لها في غاية الأهمية، في حين تبدو صغيرة وبلا أهمية تذكر لدى الذين تستغرقهم الحياة بمشاغلها وهمومها المتعارف عليها.وهكذا تصبح العزلة أحد النتائج الأساسية لهذه الشخصيات ذات العالم الضيق والذي يبدو أحيانا في حجم علبة ، وقد يبدو لك بعد الانتهاء من الكتاب، أن حلم الكاتبة بعالم تحيا فيه الكائنات بمختلف أنواعها في التئام وتراحم، فحتى الجماد والأشياء الاستهلاكية سعت من خلال الكتابة لأنسنتها وإعطائها طابع الونس.يذكر أن "لأسباب شديدة الهشاشة" هي الإصدار الرابع للكاتبة هناء نور والمجموعة القصصية الثانية بعد مجموعتها الأولى "شيء من القهوة".
مشاركة :