باتت الولايتان التركيتان، تتنافسان فيما بينهما خلال السنوات الأخيرة، في استقطاب أكبر عدد ممكن من السياح المحليين والأجانب، وذلك بفضل غنى كل واحدة منهما بالمعالم التاريخية، والثقافية، فضلاً عن اشتهارهما بمأكولاتهما المحلية. غازي عنتاب التي صُنّفت من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، ضمن قائمة "المدن المبدعة" في مجال فن حسن الأكل، باتت تُوصف بعدها بـ "عاصمة فن الطهو وحسن الأكل". وبإمكان زائر غازي عنتاب، التجول في عدة محطات تاريخية فيها، أبرزها متحف زويغما الفسيفسائي الذي يضم فسيفساء "الفتاة الغجرية"، والحمامات الشرقية، ومتحف المدينة، وسوق النحاسين، والقلعة التي تحمل اسم المدينة. كما تضم غازي عنتاب حديقة للحيوانات هي الأكبر في تركيا من حيث المساحة وعدد الحيوانات التي تضمها، حيث تتيح لزوارها فرصة القيام برحلة سفاري لرؤية 7 آلاف حيوان من 300 نوع. وتتميز الولاية التركية بغناها بمأكولاتها المحلية وأنواع الحلويات الخاصة بها. وفي حديثها للأناضول، قالت فاطمة شاهين، رئيسة بلدية غازي عنتاب الكبرى، إن الولاية تمتلك إرثاً غنياً وهاماً يتنوع بين التاريخ، والثقافة وفن حسن الأكل. وأضافت أنهم أتموا استعداداتهم لخدمة الزوار القادمين إلى الولاية خلال العطلة الانتصافية القريبة في تركيا، ومساعدتهم في اكتشاف المكنونات التاريخية والثقافية للمدينة. وتابعت قائلة: "عند دعوتكم ضيفاً ما إلى منزلكم، يجب أن تكونوا واثقين من قدرتكم على استضافته وتقديم أفضل الخدمات له، ونحن في غازي عنتاب واثقون من إمكاناتنا وقدراتنا لخدمة ضيوفنا سواء من حيث معالم المدينة أو مطبخها الشهير والغني." وأوضحت أن الولاية قائمة على إرث تاريخي وثقافي، بحيث تتيح لزوراها رؤية الآثار الرومانية، والسلجوقية، والعثمانية في آن واحد. وذكرت "شاهين" أن غازي عنتاب تمتلك حوالي 500 نوع مختلف من المأكولات الخاصة بها، مرجعة السبب إلى ذلك في وصفها بـ"عاصمة النكهة والمذاق". المحطة الثانية التي بإمكان الزوار التوجه إليها في جنوب شرقي تركيا، هي ولاية شانلي أورفة، إحدى أهم مراكز السياحة الدينية في البلاد، لدرجة أنها تُلقّب بـ "مدينة الأنبياء". وتضم الولاية، منطقة "غوباكلي تبه" الأثرية التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، ضمن قائمة التراث العالمي في يوليو/تموز من العام الماضي. "غوباكلي تبه" التي تسلط الضوء على تاريخ يمتد إلى ما قبل 12 ألف عام، تستقطب سنوياً عشرات آلاف الزوار المحلييين والأجانب. ومما زاد في الإقبال على المنطقة الأثرية المذكورة، هو إعلان وزير الثقافة والسياحة التركي، محمد نوري أرصوي، عزمهم إعتبار عام 2019 في مجال السياحة، "عام غوباكلي تبه". ولا شك أن أولى الأماكن التي تتبادر إلى الأذهان عند زيارة شانلي أورفة، هي بحيرة الأسماك، وجامع الخليل إبراهيم. ويعتقد بعض الأتراك أن النبي إبراهيم عليه السلام ولد بتلك المنطقة وواجه "نمرود" فيها، وأن أيوب عليه السلام عاش سنوات ابتلائه فيها، وأن يعقوب عليه السلام عاش وتزوج بها. أمّا "بحيرة الأسماك"، فتُعرف بأنها "أكبر حوض أسماك طبيعي في العالم"، وتتمتع بأهمية دينية كبيرة بالنسبة للديانات السماوية، وهو ما يجعلها محط اهتمام السيّاح. كما تضم الولاية التركية أيضاً، أول جامعة إسلامية في التاريخ، والجامع الكبير الذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد الأمويين. وفي حديثه للأناضول، قال كامل تركمان، رئيس اللجنة المهنية السياحية لدى غرفة تجارة وصناعة شانلي أورفة، إن الولاية من أبرز الوجهات المناسبة للسياحة الشتوية. وأضاف أن الولاية تضم آثاراً تاريخية وثقافية، وينابيع مياه معدنية، ومراكز للتزلج، وأنها تمتلك الطاقة والقدرات الكافية لاستيعاب عدد كبير من السياح في آن واحد. وأشار في ختام حديثه، إلى أن السياحة في شانلي أورفة لا تقتصر على موسم معين فقط، بل تمتد على كافة مواسم السنة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :