استثارة الطفل لأعضائه التناسلية مؤشر على تعرضه للتحرش

  • 2/10/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في العدد الماضي تحدثنا عن تطور ثقافة الطفل وبدء تعرفه على أعضائه التناسلية والعبث بها بين عمر السنتين إلى الثلاث سنوات وتطور ذلك لدى الأطفال الأكبر سنا لممارسة التحفيز المتكرر والمنتظم للأعضاء التناسلية عند الجنسين من أجل اكتساب المتعة أو حصول الاستمناء لدى الذكور وهو مايعرف ب "العادة السرية". كما تعرضنا الى شرح أسباب تلك الممارسة، دواعيها وبعض الأضرار المترتبة على ممارستها. فضلا عن ذلك فان استثارة الطفل المتكررة لاعضائه التناسلية قد تكون مؤشرا لتعرض الطفل للاعتداء الجنسي لاسيما اذا ترافقت معه بعض السلوكيات الاخرى مثل الخوف المستمر، الاحلام المزعجة، التوتر والقلق، وجود علامات عنف حول المناطق التناسلية، عودة للتبول اللا ارادي وفي معظم الحالات يكون المعتدي من أقرباء الطفل. في هذا العدد نستكمل الحديث عن ذلك الموضوع وسلبيات تلك الممارسة في سن البلوغ أو ما بعد ذلك ومنها: * ممارسة فعل فردي بهدف الحصول على الاستثارة والإشباع الجنسي يختلف عن العلاقة الجنسية الطبيعية التي تحدث بين طرفين؛ لذا فإن ممارسة العادة السرية بإسراف تتسبب في مشكلتين أساسيتين بهذا الخصوص: 1 – الشخص الذي يمارس العادة السرية بكثرة يجد نفسه أثناء العلاقة الزوجية مصابًا بتوتر شديد وربما إحراج؛ لأنه معتاد على أن تحدث العملية الجنسية له بشكل ذاتي دون وجود شريك آخر، وهذا التوتر قد يؤثر سلبيًا على قدرة الرجل على الأداء بشكل طبيعي في العلاقة الزوجية، كما قد يؤثر سلبيًا على فشل وصول المرأة لذروة الإشباع الجنسي التي اعتادت الوصول إليها بممارسة العادة السرية. 2 – الشخص الذي يمارس العادة السرية يعتاد في كثير من الأحيان على إنهاء الأمر بشكل سريع، مما يؤدي إلى حدوث تحولات في المسار العصبي الطبيعي لعملية الاستثارة الجنسية، وهذا ما ينتج عنه مع الوقت ومع الإسراف في ممارسة الاستمناء بهذه الطريقة مشكلة القذف السريع. حيث أن العادة السرية تسبب اضطرابًا في التهيؤ النفسي والعصبي للشخص عندما يحين وقت العلاقة الزوجية الطبيعية، ويتمثل ذلك بشكل أساسي في التوتر و الشد العصبي أثناء العلاقة الزوجية بجانب سرعة القذف. * غالبًا ما يرتبط الاستمناء خاصة في المراهقين بإثارة الأعضاء التناسلية باليد، وهو الأمر الذي قد يرتبط به سلوك حماسي زائد يصل إلى درجة العنف تجاه الأعضاء التناسلية الخاصة بالشخص نفسه. هذا السلوك العنيف قد يسبب مشكلات مثل التهابات وخدوش في الجلد أو تورم في الأعضاء التناسلية. كذلك فإنه في حالة الاناث يتم أحيانًا اللجوء لإدخال أجسام صلبة في المهبل أو استخدام أدوات مساعدة للوصول للذروة الجنسية، وهذه الأشياء كثيرًا ما تسبب إصابات في المنطقة التناسلية نتيجة الاستخدام الزائد أو الخاطئ. * غالبًا ما يعتمد الشخص الممارس للعادة السرية على مشاهدة مواد إباحية في شكل صور أو أفلام أو قراءة القصص الجنسية. وهذا الأمر ظل لفترة طويلة لا يمثل مشكلة كبيرة من الناحية العلمية الطبية، حتى ظهر مؤخرًا تقرير في مجلة Psychology Today المتخصصة في الأبحاث العلمية الخاصة بالطب النفسي وقد كان العنوان صادمًا بعض الشيء للأطباء المتخصصين في الصحة الجنسية: حيث كان العنوان: بعد ترجمته إلى العربية: الخلل الجنسي الناتج من المواد الإباحية: مشكلة تزداد. تحدثت هذه الدراسة عن احتمالات جديدة تطرحها النتائج البحثية تشير إلى أن الأشخاص المدمنين على مشاهدة الأفلام الإباحية قد ظهرت لديهم مشكلات كبيرة في الحصول على انتصاب طبيعي. وقد تم إرجاع هذه المشكلة بشكل أساسي إلى أن كثرة مشاهدة الأفلام الإباحية جعلت توقعات هؤلاء المشاهدين غير واقعية في العملية الجنسية الطبيعية، مما جعل وصولهم للاستثارة أثناء العلاقة الحقيقية صعبًا للغاية. ولكن من حسن الحظ أن هذه الحالة وجدت قابلية للعلاج من خلال الامتناع عن مشاهدة الأفلام الإباحية لعدة أشهر بما يساعد المخ على العودة للوضع الطبيعي مرة أخرى، وإن كانت هذه المرحلة لا تخلو من بعض الأعراض الشبيهة بالتوقف عن التدخين مثل الأرق والعصبية وفقدان الرغبة الجنسية مؤقتًا. العادة السرية وعلاقتها بدوالي الخصية ليس هناك عوامل معروفة ومؤكدة بحثياً كمسببات للإصابة بدوالي الخصية. ورغم أن كثير من الثقافات العربية وغير العربية ينتشر فيها بعض العوامل الافتراضية المسببة لدوالي الخصية مثل الاستمناء والعمل الشاق وحمل الأثقال، لكن يبقى كل هذا دون دليل مؤكد علمياً على علاقته بدوالي الخصية. تأثيرها على خصوبة الرجل والمرأة رغم أن ممارسة الاستمناء في مرحلة ما قبل الزواج ليس لها تأثير مباشر على عوامل الخصوبة الخاصة بالحيوانات المنوية بعد الزواج، لكن المشكلة تحدث عندما يكون الزوج مدمنًا على ممارسة العادة السرية بعد الزواج؛ حيث يعتقد أن الاستمناء يؤدي إلى نقص نسبي في كمية السائل المنوي المتاح بعد العادة السرية أثناء العلاقة الزوجية – خاصة إذا لم يكن هناك وقت كافٍ بين الاستمناء والعلاقة الزوجية بعده – وهذا الأمر قد يسبب تأثيرًا على احتمالية حدوث تلقيح للبويضة الأنثوية بواسطة الحيوانات المنوية مما قد يسبب تأخر حدوث حمل. على جانب آخر فإن السلوكيات العنيفة المصاحبة للعادة السرية – كما ذكرنا سابقا – قد ينتج عنها إصابات تؤثر على الجهاز التناسلي وقدرته على إنتاج الخلايا الجنسية المسئولة عن عملية التكاثر، وهذه أكتر الاحتمالات التي يمكن أن يؤثر بها الاستمناء على الخصوبة بشكل غير مباشر. الآثار النفسية المترتبة على تلك الممارسة كوننا نشأنا في مجتمع محافظ فقد تظهر بعضا من تلك الأعراض النفسية ومنها: 1– الشعور بالذنب نتيجة ممارسة فعل محرم دينيًا يسبب ضغطًا نفسيًا على الشخص. 2 – إحساس الشخص بممارسته فعلاً خاطئًا يقلل من تقديره لذاته وثقته في نفسه مع الآخرين. 3 – الإيحاءات النفسية الناتجة عن الأمراض التي يؤمن الشخص أن العادة السرية في حد ذاتها ستسببها له يؤدي إلى شعوره ببعض الأعراض الجسمانية نتيجة الاقتناع النفسي الشديد، وهذا يسبب شعور الشخص بمشكلات مثل الإجهاد الدائم، عدم القدرة على التركيز. المعالجة لايجب توبيخ الطفل بشكل قاس عند ملاحظته يعبث باعضائه التناسلية اذ ان ذلك قد يولد لديه اثرا عكسيا ويجعله يميل الى ذلك في حال غياب الرقابة عنه ولكن كما اسلفنا يجب عدم ترك الفرصة للطفل لعمل ذلك ويتم هذا بعدم تركه عاريا والتقرب من الطفل بالعطف عليه وملاطفته. كما لايجب اعطاء الطفل الحرية الكاملة في حمل الجوالات او مشاهدة بعض المشاهد التي لاتناسب عمره بطريقة مطلقة والتي قد تداعب مشاعر الطفل وخاصة الأطفال الاناث والمراهقات منهم و تدخل الى قلوبهم عن طريق اوسع الابواب في نفوس الاناث وهي عواطفهن لذا كان لزاما على الوالدين اخذ الاحتياطات حيال ذلك ومراقبة ما يشاهده اطفالهم دون ان يحس الطفل بتلك الرقابة. كما يجب شغل وقت الطفل بما هو مفيد من خلال هواياته او الرياضة. اما بالنسبة للبالغين فان تقوية الانسان صلته بربه والابتعاد عن رفقاء السوء والمثيرات الجنسية وعدم الذهاب للفراش الا عند الشعور بالنعاس وعدم النوم على البطن والمسارعة في الزواج من اهم العوامل التي تحفظ المرء من تلك العادة باذن الله تعالى وممارسة حياته بطريقة اعتيادية.

مشاركة :