نظم البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، بطريرك الموارنة، لقاء تّشاوريّ مع رؤساء الكتل النّيابيّة والنوّاب الموارنة، اليوم بالصرح البطريركى فى بكركى.وقال فى بداية اللقاء إن اجتماعنا كموارنة هو من أجل لبنان وكلّ اللّبنانيّين، وليس في نيّتنا إقصاء أحد أو التّباحث في أمور خاصّة بنا دون سوانا، وجلّ ما نرغبه أن تشركوا زملاءكم في الحكومة والبرلمان والتّكتّلات النّيابيّة والأحزاب بكلّ ما نتداوله، وأن تعملوا مع جميع المسؤولين في لبنان بيد واحدة وقلب واحد وفكر واحد على حماية لبنان من الأخطار المحدقة به، التي استدعت وجوب عقد هذا اللّقاء التّشاوريّ".وأشار إلى الوضع الاقتصادى والمالى المنذرَين بالتّهاوي، وخطورة وجود مليون ونصف نازح سوريّ، وعبّر عن القلق عند اللّبنانيّين من موقف الأسرة الدّوليّة بهذا الشّأن. وأضاف: "كلّكم تعلمون أنّ الأزمة السّياسيّة الرّاهنة تكمن في أساس هذه الأوضاع الخطرة، وهي أزمة تتفاقم يومًا بعد يوم، متأثّرة بالحروب والنّزاعات الجارية في منطقتنا الشّرق أوسطيّة، ومرتبطة بشؤون داخليّة خلافيّة تتأجّل وتتراكم، حتّى بات الرّأي العام يتخوّف من انفجار يُطيح بالكيان والخصوصيّة اللّبنانيّة التي جعلته صاحب رسالة ودور بنّاء في منطقتنا. وأكد انه من أجل هذه الخصوصيّة لبنان محبوب من بلدان المنطقة ومن المجتمع الدّوليّ، والدّليل على ذلك مشاركة هذه البلدان في ثلاثة مؤتمرات لدعم لبنان في شهرَي مارس وأبريل الماضيَين، كما أنّه يشكّل علامة رجاء لمسيحيّي الشّرق الأوسط".واستطرد: من أسباب هذه الأزمة السّياسيّة عدم تطبيق إتّفاق الطّائف والدّستور المعدَّل بموجبه، بنصّهما وروحهما، لأكثر من سبب داخليّ وخارجيّ، بل أُدخلت أعراف وممارسات مخالفة لهما، وسواها ممّا جعل من المؤسّسات الدّستوريّة ملك الطّوائف لا الدّولة، فأُضعفت بالتّالي هذه الأخيرة حتّى باتت كسفينة في عرض البحر تتقاذفها الرّياح. وأكمل الراعى: نشأت مخاوف حيال ما يُطرح في السّرّ والعلن عن تغيير في النّظام والهويّة، وعن مؤتمر تأسيسيّ، وعن مثالثة في الحكم تضرب صيغة العيش المشترك المسيحيّ – الإسلاميّ المشبّه بنسر ذي جناحين، وعن غيرها، فيما تفصلنا سنة وسبعة أشهر عن الاحتفال بالمئويّة الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، فمن المؤسف أن يتراجع نحو الوراء بعد ما حقّق من إنجازات إقتصاديّة وماليّة وثقافيّة".وأشار إلى أنّ "الوحدة اللّبنانيّة مهدَّدة اليوم، والتى قد سمّاها البطريرك الياس الحويّك "الوديعة الثّمينة" التي بذل الجهود في سبيلها، لأنّها بنظره "تُرسي أُسُس الميزة اللّبنانيّة، وهي الأولى في الشّرق، إذ تحلّ المواطنة السّياسيّة محلّ المواطنة الدّينيّةواختتم: "نرغب أن يكون هذا اللّقاء التّشاوريّ ملتئمًا بصورة دائمة لكي يدرأ الخطر عن الوطن الحبيب، ونعمل مع كلّ مكوّناته المسيحيّة والإسلاميّة على حمايته كيانًا ومؤسّسات وشعبًا، فيستعيد مكانته ودوره في الأسرتين العربيّة والدّوليّة.
مشاركة :