ارتديا جلباب العزة، وصارا فى درب الكفاح، كان ذلك عهدا، اتخذاه منذ عقد قرانهما، واتخذ كل منهما، كتف الآخر متكأً، يستند إليه فى كل الأحوال، سواء جارت الدنيا عليهما أو ابتسمت، هما زوجان كل منهما له من اسمه نصيب، فالزوجة نالت حظا من النجاح، فنعم الزوجة هى لزوجها وأبنائها، ويشهد عليه كدها وسعيها، كما أن الزوج ناصر لها على صعاب الدنيا ومشاقها، وابتسامة تمسح دموعها، فربما نصيبه من اسمه، أن يربت على قلبها بحنوه.«نجاح عبدالرحمن» تبلغ من العمر ٥٦ عاما، تقطن بإحدى قرى الشرقية، هى وزوجها الذى يكبرها بعامين، ويعملان ببيع غاز «البوتاجاز» واستبدال الأسطوانات، تقول: «٤٠ عاما مرت على زواجى من «ناصر» الذى صار كل عائلتى، كرست له ولأبنائنا الـ ٥ نفسى وجهدى»، وتتابع: «هذا عمل زوجى منذ ٥٨ عاما، يمارسه منذ عقده الأول، كان يجوب القرى والمدن بعربة خشبية، فى صحبة والده، وورثها فى شبابه، تلك التى صارت مصدر رزقنا أنا وأبنائى، لم تدم الصحة على زوجى، حيث أصيب منذ ١٠ سنوات مضت، بآلام فى العمود الفقرى والغضاريف، أعاقت حركته وقدرته، على حمل ونقل «الحديد» والصعود به للزبائن، فاضطررت لارتداء عباءة الرجال، وحملت عن كاهله مشقته، ونزلنا سويا للعمل فى الشارع، نساعد بعضنا بعضا، كى لا نسأل الناس صدقة، أو نضطر للدين، مهمته قيادة «التروسيكل» الذى اشتريناه بالتقسيط، ومهمتى نقل الأنابيب وتوزيعها على الزبائن فى منازلهم، وأقابل مشقة الحمل الثقيل، فى الصعود لطوابق العمارات وحدى، لأنه لم يعد قادرا على حمل شىء، وأهل بلدتى يلقبونى بالرجل».
مشاركة :