وصل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى القاهرة، أمس الاثنين، في زيارة تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات مهمة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وبحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الجانب الاقتصادي، وتتضمن أجندة المباحثات الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأوضاع السورية ارتباطاً بدخول مصر كوسيط جديد بين الفرقاء السوريين والتكامل مع الدور الذي تؤديه روسيا واستعراض نتائج مؤتمري موسكو والقاهرة الأخيرين بشأن الأزمة السورية، بجانب مناقشة الأوضاع في ليبيا والدور المصري في تقوية ودعم الحكومة الشرعية في مواجهة الميليشيات التكفيرية والدور السياسي الدولي الذي قد تلعبه روسيا دعماً لاستقرار ووحدة الأراضي الليبية، فضلاً عن التنسيق الدولي والعربي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وتُعد زيارة بوتين للقاهرة هي الأولى للرئيس الروسي منذ 10 سنوات، خصوصًا منذ الثورة المصرية التي أسقطت في 2011 الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الذي كان بوتين التقاه في آخر زيارة قام بها إلى مصر في العام 2005. وتأتي أهمية زيارة بوتين للقاهرة نظراً للعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين، والتي تسعى القاهرة إلى البناء عليها في ظل سياسة خارجية جديدة لمصر تتطلع من خلالها إلى إحداث توازن في علاقاتها بدول العالم في أعقاب ثورتي 25 يناير عام 2011 و30 يونيو عام 2013، كما تسعى مصر في هذه المرحلة إلى الحصول على دعم الدول الصديقة في حربها ضد الإرهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادي، خصوصاً مع روسيا وحثّها على المشاركة في المشروعات التي ستطرح في المؤتمر الاقتصادي الدولي في مارس القادم في شرم الشيخ. وعقد الرئيسان جلسة مباحثات مغلقة فور وصول الرئيس الروسي على رأس وفد رفيع المستوى يضم مساعد الرئيس الروسي ووزراء الخارجية والطاقة والزراعة والتطوير الاقتصادي والنائب الأول لوزير الدفاع والمتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ونائب وزير الخارجية الروسي الذي عمل سفيراً في مصر.
مشاركة :