أكد معالي الشيخ الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، على أصالة الحوار في الإسلام في لقاء الحوار الوطني العاشر في منطقة جازان، من خلال الاستشهاد بعدد من الآيات الكريمة التي تؤكد على موضوع الحوار. وبيّن أن الهدف من اللقاء هو الاستماع إلى أهالي منطقة جازان، قائلاً إننا نريد أن نستمع إليكم ونستفيد مما يطرح من خلالكم، مؤكداً أن كل ما سيطرحه المشاركون والمشاركات من أفكار ورؤى سيتم رصدها والاستفادة منها. وأشار الشيخ قيس آل الشيخ مبارك إلى أهمية الحوار ونشر ثقافته في تعزيز روابط الوحدة واللحمة بين أبناء المجتمع الواحد، مبينا أن الحوار الوطني هو الأساس في أي لحمة ووحدة وطنية. وكان اللقاء الثالث من لقاءات المرحلة الثانية للحوار الوطني العاشر، الذي اختتم أعماله أمس عن مدى أهمية نشر ثقافة الحوار في تعزيز الوحدة الوطنية، قد ابتدأ بكلمة افتتاحية من سعادة الدكتور فهد بن سلطان السلطان، نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، رحب فيها باسم المركز بالمشاركين والمشاركات، وشكر أهالي المنطقة على حسن الاستقبال والتعاون مع المركز لتنظيم هذا اللقاء. وتناول في الكلمة الافتتاحية سلسلة اللقاءات التي عقدها المركز عن موضوع التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية، والمراحل التي مر بها منذ انطلاق اللقاء الأول من لقاءات المرحلة الثانية الذي عقد في منطقتي نجران وعسير. وافتتح اللقاء بالجلسة الأولى التي كانت عن موضوع التطرف والتشدد واقعه ومظاهره، التي أدارها المهندس نظمي النصر عضو مجلس الأمناء في المركز، الذي أشاد في بداية كلمته بالمداخلات والآراء التي طرحت في اللقاء المفتوح الذي عقده المركز مساء يوم السبت الماضي، التي شهدت عددا من المداخلات من المشاركين حول موضوع التطرف. وقد تم خلال اللقاء مناقشة موضوع التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية من خلال أربعة محاور هي: التطرف والتشدد «واقعه ومظاهره»، والعوامل والأسباب المؤدية إلى التطرف والتشدد، والمخاطر الدينية والاجتماعية والوطنية للتطرف والتشدد، وسبل حماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد. وفي ختام اللقاء تلا سعادة الدكتور فهد بن سلطان السلطان، نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني نتائج اللقاء قائلاً: في إطار اللقاءات الوطنية التي يعمل مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على إقامتها في جميع مناطق المملكة واستكمالاً للقاءات التحضيرية للقاء الوطني العاشر للحوار الفكري فقد عقد المركز اللقاء السابع في منطقة جازان لمناقشة التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية الذي يجسد اهتمام المركز بطرح الموضوعات الراهنة والمحورية التي تشكل هماً مشتركاً بين جميع مكونات المجتمع, وقد تم هذا اللقاء بمشاركة نخبة من أبناء وبنات المنطقة بهدف معرفة آرائهم وتصوراتهم حول التطرف ومظاهره وسبل معالجته,وقد نتج عن هذا اللقاء العديد من الأفكار والمقترحات التي تم رصدها وقد أكد المشاركون والمشاركات على ما يأتي: 1 - أن يتم مواجهة التطرف والغلو عبر المشاركة المجتمعية في المواجهة, بحيث يصبح مواجهة التطرف هماً وقاسماً مشتركاً بين جميع وحدات المجتمع الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. 2 - تأسيس منابر وطنية للتداخل عبر وسائل التواصل الاجتماعي تكون مهمتها التصدي للأفكار المتطرفة وترشيد وعقلنة الأفكار التي تبرز, وتحليلها ومناقشتها حتى يمكن تجنيب الناشئة الوقوع في براثن الغلو والتطرف. 3 - ينبغي أن تتناغم وتتكامل أدوار مؤسسات المجتمع الأساسية (البيت, المدرسة, المسجد, الإعلام) في التصدي لثقافة التطرف والتصنيف والإقصاء بين جميع مكونات المجتمع السعودي والعمل على شيوع ثقافة التكاتف والاعتدال والتسامح. 4 - أخطر ما في التطرف من مظاهر هو النزعة إلى العنف والإيذاء وإزاحة الآخر المختلف معه إلى درجة التصفية, وهذه آخر مرحلة التطرف وأبشع صور الإرهاب ولا بد من معالجة كل هذه المراحل والصور قبل وأثناء وبعد ظهورها على الصعد كافة. 5 - يبدو أن المتطرفين دينياً أو انحلالياً يحرصون على تقسيم المجتمع إلى قسمين يروج كل منهما لفكره ورؤيته, والحقيقة الواضحة أن أكثرية المجتمع وسطي معتدل لكن الصوت المرتفع هو للتطرف والتشدد في أي اتجاه وينبغي التصدي لهؤلاء المصادرين لرأي وتطلعات الأكثرية الغالبة في المجتمع السعوديّ. 6- أهمية توفير المعلومات والإحصاءات والدراسات الخاصة بموضوع التطرف لتتمكن الجهات المختلفة من التعامل مع هذه الظاهرة بصورة علمية. 7 - يدعو المشاركون والمشاركات إلى توحيد وتكامل الجهود الوطنية لقطاعات المجتمع الرسمية والأهلية كافة للتصدي لظاهرة التطرف من خلال رسم استراتيجية وطنية يتبناها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يوضح فيها دور كل جهة أو مؤسسة من مؤسسات المجتمع السعودي لمواجهة التطرف.
مشاركة :