سبعة مبدعين ينثرون عطر الورد

  • 1/17/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمدو لحبيب ما بين البوح بلسان الشعراء، ومخاطبتهم بهمومهم، والبحث عن الأسماء ومعانيها، والتوق إلى العشق المجرد الصافي، كانت قصائد شعراء الأمسية الثانية من مهرجان الشعر العربي التي شهدت حضور محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، وجمهور كبير ضم الشعراء والإعلاميين ضيوف المهرجان. بدأت الأمسية التي أدراها الدكتور الصديق عمر الصديق مدير بيت الشعر في الخرطوم، بشاعر من فلسطين هو علي أبو عجمية الذي لم يكن مستغرباً أن يتغنى بالشهداء، ويعزف لهم من وتر قصيده أنشودة تليق بمقامهم السامي، ثم قرأ للحب ولقلبه الذي لا يعرف اليأس، فكانت قصيدته «منذ الأناشيد» التي يقول فيها: يازهرة اللوز باب البيت ياحجري من منكما من جروح اللون والمطر قلبي فِراش، فَراشات مسافرة من شهوة الماء حتى شهوة الشجر خيط أنا، وأرى ما لا أرى ولدا مُدبَغ الوجه بالأصباغ والضجر الدكتور راشد عيسى قرأ عدة قصائد بعث من خلالها ببرقية إلى حبيبته، ثم طارد ضوء الرؤيا، في قصيدة «شمعة الرؤيا» قال فيها: تعشم جح الحلم أن يستبيحني فما زادني الإيلام إلا تعافيا ولست أنا من يطلب الشمس ليلُه فبي شمعة الرؤيا تضيء اللياليا وإن لم أجدني بين عيني حبيبتي رميت لأنياب النمور فؤاديا وها أنذا غادرتُني دون رجعة وحذرت ظلي أن يمر بحاليا الشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري ألقت قصيدتها «إلى الشعراء حيثما كانوا وعانوا» وقالت فيها: بم التعلل؟ قال الناس قاطبة وقلت مثلهم حين المدى احترقا بم التعلل والأيام تقذفنا على المآسي ونوحٌ بعدُ ما خُلِقا وطارقٌ- طارقُ التاريخ- ليس له عند النداء رياح مثل ما طرقا يارب هذا مساء دهره أبد وصرخة الخوف فيه عاشق صدقا بم التعلل بالآمال تكسرنا ونحن نحملها في صدرنا عبقا بم التعلل بالأصحاب؟ وحدتنا مدت وقد قلتُ هذي اللفظة العنُقا وعلى المنوال نفسه نسج الشاعر السوري حسن بعيتي حين وجه رسالة إلى الشاعر، فأنشد قصيدة بعنوان «إلى شاعر ما»، قال فيها: حينَ غنّيْتَ ذبْتَ في الماءِ ماءً و تلاشى صفاؤهُ في صفائكْ أيّها اللابسُ النشيدَ رِداءً ألفُ شمسٍ تملْملتْ في ردائِكْ أيها الساكنُ الهشاشَةَ بيتاً أتعبَ الكأسَ في الرؤى شكلُ مَائكْ حين فوقَ الرّمال شيّدتَ حُلماً ضحك البحرُ ساخراً منْ عَنائِك شاعرٌ قلبُك الخفيفُ كضَوءٍ شفّ حتى خَفِيْتَ قبلَ انطِفائكْ وجهُكَ الآنَ لا يُسَمّى حُضوراً صارَ ملءَ الوجودِ صوتُ فنائِكْ ومن السودان ألقى الشاعر بحر الدين عبد الله عدة قصائد من بينها «شقرة الأعناب» يقول فيها: تموج بي شُقرة الأعناب يا «ليدا» وأنت نحوي تُدْلين العناقيدا يا لغز كل اللغات المشعلات دمي ضعي على شفة القاموس ما زيدا من وردك العسلي اللون يا لغة تنمو لتُذْهب عن قلبي التجاعيدا أنا سليل غمام خف بي شجني فكنت قبل مخاض الماء مولودا وكنت مختضل الريشات أعزفني كنورس أثكل الأمواج فاصطيدا ثم جاء دور الشاعر السعودي عبد اللطيف يوسف الذي غاص في بحار الوجد الصوفي وأسئلته ومعانيه فأنشد قصيدة بعنوان «إلا سواي» وقال فيها: أنا القلق الموزع في الحنايا خدِين الريح من أرض لأرض كتبت بمنطق الطير الحكايا فريد الدين يفهمني ويُغضي مُضاعٌ لا أرى إلا سوايا ولا بعضٌ يرد إليّ بعضي لأن الحزن لا يحتاج نايا تركت العازف المجنون وحدي وعاملت القصائد كالهدايا فمن نبضي أقدمها لنبضي الشاعر الأخير في الأمسية كان الشاذلي القراوشي من تونس، وقرأ قصيدة بعنوان «الحداء» قال فيها: أيقظتِ روحي وذي الصحراء نائمة ماذا سيجدي بي الترحال في الأفق والناس ناموا على دوح الدجى وأنا كحلتُ عينيْ غزال النور بالأرق لكم فرشتُ لك الآهات منتجعا حتى إذا بان مني العظم لم تثقي وبعد الأمسية الشعرية جرى حفل توقيع لديوان «السندباد وديمومة الإبحار» للشاعر المصري المخضرم محمد محمد الشهاوي، الذي ضم العديد من قصائد الشاعر التي تعكس تجاربه العميقة.

مشاركة :