هل اقتربنا من الحرب العالمية الثالثة؟

  • 1/17/2019
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أصدقاء متحاربون وأعداء متحالفون.. هذه هي صورة العالم الآن، وكما قال (بابا الفاتيكان) قبل عام تقريبا: إن العالم يشهد «بروفة» حرب عالمية ثالثة. ولو سلطنا الضوء على مجريات أحداث العالم حاليا لوجدنا ذلك متحققا على أرض الواقع، فمثلا أمريكا صارت (متخاصمة) مع معظم دول العالم، ولكنها في الوقت نفسه متصالحة مع الدول التي تتعاون معها بشروطها، وتحديدًا في المجال الاقتصادي والتجاري. و«الاتحاد الأوروبي» يعيش انقسامات داخلية كثيرة، وليس فقط مع بريطانيا ومشروع «البريكست» الذي طال الجدل حوله داخل بريطانيا ومع «الاتحاد الأوروبي»، وروسيا لا تزال لديها مشكلة مع جارتها (أوكرانيا) ومع الاتحاد الأوروبي وأمريكا حول العقوبات الاقتصادية، ولكنها لا تجعل ذلك عقبة أمام تمدد نفوذها في «الشرق الأوسط» وحوض البحر المتوسط، وتزداد يومًا بعد يوم في بسط نفوذها في (سوريا) مع إعلان الانسحاب الأمريكي العسكري منها. وتركيا لديها مشاكل في الداخل، سياسية واقتصادية، ولكنها -أيضا- تسير على الطريقة الروسية إذ لا تعوقها مشكلاتها الداخلية، بل يدفعها ذلك إلى مد نفوذها السياسي إلى الخارج، وذلك كما في أطماعها التوسعية التي تمتد إلى سوريا والعراق وليبيا والخليج العربي. باختصار، إنها تؤمن بأن كل الدول التي كانت تحت سيطرة (الدولة العثمانية) القديمة يجب أن تعود تحت النفوذ التركي الجديد. إيران هي الأخرى لديها مشاكل داخلية كثيرة سياسية واقتصادية، ولكنها -أيضا- تسير على النهجين الروسي والتركي؛ أي عدم التنازل عن مناطق نفوذها الطائفي والسياسي والمليشياوي العسكري في سوريا ولبنان والعراق واليمن وتزداد تطرفا في مد هذا النفوذ إلى دول خليجية مثل (قطر). باختصار شديد، لو تأملنا الواقع العالمي حاليا، لوجدنا دولا كثيرة لديها مشكلات اقتصادية داخلية، لكنها تفتش عن حلول في الخارج؛ أي باستعمار أو احتلال دول أخرى أو أجزاء من دول مجاورة، أو بعيدة جغرافيا، وفي كلتا الحربين العالميتين (الأولى والثانية) كان التوسع الخارجي سببا في اندلاعهما، وهكذا فإن (بروفة) الحرب العالمية الثالثة على وشك الانتهاء والدخول في الحرب الكبرى (رسميا)، لكن لا يمكن الجزم بمن هم (المحور) ومن هم (الحلفاء).. الله أعلم.

مشاركة :