أنا واحد من أشد المعجبين بمحمد صلاح نجم ليفربول الحالى والمقاولون سابقا، وأدرك أهمية النموذج الذى يمثله هذا الشاب للأجيال القادمة، وأعرف فصولا من رحلة كفاحه الطويلة من الغربية إلى لندن، كما أحترم موهبة اللاعب محمد أبو تريكة وتاريخه المهنى، ولكن العواطف شىء وتقدير خطورة تأثير ما يقوله المرء فى توقيت بعينه شىء آخر، إذ يمكن أن يحب اللاعب محمد صلاح اللاعب محمد أبو تريكة ويمكن أن يعجب بطريقة لعبه أو أسلوبه، ويمكن أن يبادل أبو تريكة حب صلاح بمثله، ولكن حين يواجه أبو تريكة اتهاما سياسيا وقانونيا لقيامه بتمويل جماعة الإخوان وتخصيص جزء كبير من أمواله لهذا الغرض، وحين تصدر عليه أحكام قضائية دامغة تدين ما اقترفه، وحين يشعر أهالى ضحايا الإرهاب المتأسلم بأن ذويهم سالت دماؤهم بسبب ضخ أمثال أبو تريكة أموالا استقوى بها الإرهاب على المجتمع الآمن والناس، فإن قيام محمد صلاح بالمبالغة فى الثناء والإطراء على محمد أبو تريكة حتى لو فى المجال (الرياضى) وليس (السياسى) هو وجرح لمشاعر الناس فى بلد يعرف صلاح جيدا أنه يعانى من الإرهاب وعمليات قتل وتدمير تقودها جماعة الإخوان الإرهابية التى ينتمى إليها أو يتعاطف معها الأستاذ محمد أبو تريكة.. خطورة ما قام به صلاح فى حفل توزيع الجوائز الإفريقى الذى أقيم قبل أيام فى السنغال أن صلاح يعتبر قدوة يحاكيها ويقلدها الشباب، وليس من حُسن الفطن واللياقة أن يقود صلاح هؤلاء الشباب وراءه للإشادة بالذى يقوم بتمويل من يقتلون أشقاءهم وآباءهم وأبناءهم.. محمد صلاح الآن يختلف عن محمد صلاح بالأمس، فقد أصبحت له قيمة أخرى ولكلماته ثقل آخر ويجب أن ينجح فى ترويض عواطفه حين يتعلق الأمر بشىء يخص مصر، وينبغى أن يضع مشاعر الناس فى الاعتبار، وبخاصة أن ما نعرفه عنه أنه طيب وخلوق ويعمل كثيرا من أجل الناس، ومن ثم فلا يجوز أن يكون إفراطه فى وصف أبو تريكة الذى قال عنه إنه (نجم كل العصور) هو لون من ألوان التفريط فى حق مصر والمصريين الذين يحاولون معالجة الجرح الذى أصاب مشاعرهم من جراء مساندة نجمهم الدولى المحبوب لرجل قام ويقوم بتمويل من يقتلون المصريين.
مشاركة :