تواصل ميليشيات الحوثي الإيرانية في مسيرتها الإجرامية خرق الهدنة في مدينة الحديدة، وتمارس الانتهاكات ضد أبناء اليمن أطفالا وشيوخا ونساء ونازحين، ولا تردعها القوانين ولا القيم، وهذا يجعل المتابع لانتهاكاتها يفقد الأمل في نجاح ما جرى التوافق عليه في مشاورات السويد، وتعزز هذا بكثرة خروقاتها المستمرة في مدينة الحديدة وغيرها. آخر تلك الخروقات القصف المتعمد الذي شنته ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران يوم الثلاثاء على مديرية الخوخة الواقعة جنوب محافظة الحديدة، غرب البلاد. وحسب الموقع الرسمي للجيش اليمني "سبتمبر نت" فإن "الميليشيات قصفت بقذائف الهاون مخيما للنازحين في مديرية الخوخة، وتسبب ذلك في إصابة خمسة أطفال إصابات معظمها بليغة، وإلحاق أضرار جسيمة بمخيمات النازحين". من جهته أصدر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بيانا أدان فيه الهجوم الذي تعرض له النازحون في مخيم بني جابر بمديرية الخوخة، مما أدى إلى إصابة نازحين بينهم أطفال. وقال المركز في بيانه "إن قصف المخيم الذي يدعمه المركز أوقع إصابات عدة في صفوف النازحين ما بين خفيفة ومتوسطة، في حين تولت العيادات الطبية المتنقلة التي أنشأها المركز تقديم الإسعافات اللازمة للمصابين، والتأكد من سلامتهم الصحية، ووضعهم تحت الملاحظة حتى تستقر حالتهم". وأهاب المركز بالأمم المتحدة والمنظمات والمجتمع الدولي أن تقف بحزم أمام تلك الانتهاكات بحق النازحين والمحتاجين من أبناء الشعب اليمني. وفي وقت سابق تعرض مخيم بني جابر لهجمات متكررة من الميليشيات الحوثية الإيرانية؛ مما أدى إلى خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات. خروقات ببصمات إيرانية الخروقات والانتهاكات التي تمارسها ميليشيات الحوثي في مدينة الحديدة في ظل وجود لجنة المراقبة الدولية برئاسة الجنرال الهولندي باتريك كومارت ليست سوى دليل على البصمات الإيرانية التي تدير عمليات الحوثي وتوجهها لإفشال أي محاولة سلام، حسب مراقبين. الحضور الإيراني في هذه الخروقات كان هو الحلقة الأكثر وضوحا، فقد رصد الجيش الوطني (بحسب تصريحات الناطق باسم الجيش العميد الركن عبده مجلي) انتشار 38 خبيرا إيرانيا في مواقع متفرقة بالحديدة خلال الأيام الماضية، إضافة إلى وجود 50 آخرين في صعدة، مضيفا أن هؤلاء الخبراء يديرون المعارك، ويدعمون أعمال الميليشيات، إضافة إلى قيامهم بصناعة الأسلحة الحديثة التي تمتلكها الميليشيات الانقلابية ويعملون كذلك على إعادة تجميعها. ورصد الجيش الوطني خلال الأسبوعين الماضيين 200 محاولة اختراق للهدنة في محافظة الحديدة، استخدمت فيها الميليشيات الحوثية الأسلحة المتوسطة والثقيلة؛ لاستهداف مواقع الجيش في المديريات المتاخمة للمدينة، ولم تسلم منازل المدنيين من الاستهداف المباشر بالقصف والتدمير. لم تقتصر الخروقات على قصف مواقع الجيش الوطني والسكان المدنيين، بل حاولت الميليشيات قصف مقر اللجنة الحكومية المشاركة في لجنة المراقبة الدولية، في مشهد يكشف حجم النوايا المبيتة لاستهداف الفريق الحكومي وإفشال الجهود الرامية للسلام. وتسبب تلك الخروقات بعدد كبير من الضحايا، فسقط بسببها 40 شهيدا و340 جريحا، بينهم عدد كبير من المدنيين في حيس والتحيتا والدريهمي. وتستغل الميليشيات الحوثية التزام قوات الحكومة بالهدنة بشكل كبير في تعزيز قدراتها القتالية، وإرسال التعزيزات من الجبهات الأخرى، وحفر الخنادق في شوارع المدينة، ونشر السواتر الترابية، وكل ذلك يكشف عن نيتها في خوض معركة قادمة بعيدا عن التزاماتها المعلنة في مشاورات السويد.
مشاركة :