اندلعت اشتباكات عنيفة أمس بين مليشيات مسلّحة جنوب العاصمة الليبية طرابلس، وذلك بعد 4 أشهر من الهدنة، ما أدى إلى حال من الفزع والرعب بين سكان المدينة. وتشهد منطقة قصر بن غشير القريبة من مطار طرابلس الدولي جنوب العاصمة، مواجهات بين قوة حماية طرابلس المشكلة من كتيبة ثوار طرابلس والنواصي وردع أبو سليم وباب تاجوراء والتابعة لحكومة الوفاق من جهة، وبين كتيبة اللواء السابع المعروفة باسم «الكانيات»، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وقال مصدر من العاصمة طرابلس في تصريح صحافي إن الاشتباكات بدأت صباح أمس وكانت متقطعة، لكنها مرشحة لتكون أعنف وأكثر حدّة خلال الساعات المقبلة. وأضاف أن الأسباب الرئيسة لاندلاع هذه المعارك إشراك قوة اللواء السابع في الترتيبات الأمنية، الأمر الذي ترفضه قوة حماية طرابلس. وتلت هذه الاشتباكات حشد عسكري ضخم من الكتيبتين وتبادل للتهم والتهديدات، إذ وجهت كتيبة اللواء السابع في بيان اتهامات لقوة حماية طرابلس بمحاولة خرق الهدنة وزعزعة الاستقرار وجرّ المنطقة إلى حرب جديدة، بينما توّعدت قوة حماية طرابلس في بيانها كل من يسعى إلى إثارة الفتنة واستغلال أمن العاصمة وأهلها لتحقيق مكاسب سواء كانت سياسية أو غيرها. وتأتي هذه التطورات الأمنية في وقت تواصل فيه حكومة الوفاق تنفيذ الترتيبات الأمنية، بهدف إرساء الأمن داخل العاصمة بقوات شرطة نظامية وإنهاء دور الميليشيات، وبعد 4 أشهر من اتفاق التزمت فيه الأطراف المتنازعة في طرابلس بوقف إطلاق النار تحت رعاية أممية، وصفه المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لاحقا بأنه «هشّ وبحاجة إلى إجراءات داعمة ومتنوعة».
مشاركة :