غشتاد.. قرية سويسرية تجذب المشاهير

  • 1/17/2019
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

يبحث المشاهير والأثرياء دوماً عن الإقامة في مكانٍ منعزل يهربون إليه من ضوضاء المدينة وصخب حياتهم المليئة بالأحداث. ويفضلون في هذه الحالات المناطق الجبلية الهادئة، ولكن بطبيعة الحال تلك التي تتمتع بخدمات ومرافق تمتلك كل مقومات الرفاهية. وتعتبر قرية غشتاد التي تقع في أحضان جبال الألب السويسرية المكان المثالي لنجوم السينما والرياضة ونخبة المجتمع. وتعتمد البلدة على جمال طبيعتها التي أهلتها لتكون الوجهة المفضلة لصفوة القوم، من قبيل الفنانيْن الراحلين مايكل جاكسون وإليزابيت تايلور وملك إسبانيا السابق خوان كارلوس ورجلي الأعمال جورج سوروس ومحمد الفايد. فهنالك الكثير من الأثرياء الذين ابتاعوا ممتلكات في غشتاد إلى درجة أن أسعار العقارات زادت بنسبة النصف خلال العقد الماضي. وتشتهر البلدة بكونها من أكبر مناطق التزلج بأنواعه في أوروبا وتوصف بأنها موئل الباحثين عن العلاج من أي مشاكل في التنفس بسبب هوائها النقي لارتفاعها عن سطح البحر بما يزيد عن 1000 متر. والمثير للاهتمام هو تغير وجه المنتجع بالكامل بين فصلي الصيف والشتاء. ففي حين تكسوه الثلوج تماماً في الشتاء، تزدان جباله بالمروج الخضراء والزهور صيفاً حتى لا يكاد المرء يميز المكان بين الفصلين. وتتمتع القرية بشبكة مواصلات دقيقة حيث ترتبط بالمدن السويسرية بخط قطار عصري يعبر بين المناطق الخلابة يسمى «طريق المسار الذهبي». وبالإمكان ركوب الحافلة من محطة القطارات في رحلة لا تستغرق أكثر من عشر دقائق تقريباً لزيارة قمة «غلاسيير 3000» الجبلية على ارتفاع 3000 متر عن سطح البحر، والمغطاة بالثلوج على مدار العام. وككل الوجهات العالمية المرموقة، تشتهر غشتاد أيضاً بمدارسها ومخيماتها الدولية التي تحتلّ مكانة مهمة في الحياة اليومية لمقاطعة سانينلاند. وتتمتّع المدارس الداخلية بتقليد قديم وتاريخ بنت عليه سمعتها المميزة، ومنها مدرسة «لو روزي» التي تأسّست العام 1880 وتُعتبر من أهم المؤسسات التعليمية العريقة في العالم. وبطبيعة الحال، تحمي القرية قوانين بناء متشددة تفرض، على سبيل المثال، على ملاك المنازل والأكواخ عدم تغيير واجهاتها والاكتفاء ببناء طابقين أو ثلاثة حصراً، وهو السر الذي جعلها تتشابه جميعاً في مظهرها، ما يعطيها جمالاً فريداً من نوعه. كما يمنع القانون مرور السيارات وسط البلدة، حيث تمر حول المركز عبر طريقٍ سريع تم شقه تزينه الأشجار والمطاعم والمقاهي ومحلات العلامات التجارية الفاخرة بحيث يبدو الأمر وكأنها وسط شارع شانزليزيه في باريس. وتبعد غشتاد ما بين ساعتين إلى ثلاث براً عن المدن السويسرية الكبرى مثل العاصمة بيرن وعاصمة الأمم المتحدة الأوروبية جنيف، وزيوريخ، المصنفة المدينة رقم واحد للعيش في العالم. وللإقامة في القرية السويسرية، تكاد تنحصر الخيارات في فندق «ألبينا غشتاد» الذي يمكن وصفه بواحة سويسرية راقية على قدر عال من الخصوصية، حيث تقدم جميع شرفاته إطلالاتٍ تسحر الألباب على جبال الألب، بينما تمزج غرفه بين التجهيزات الحديثة والأصالة التي تنبع من عراقة القرية. ويظهر ذلك في الخشب المستخدم في الغرف والمطعم الذي يبلغ عمره ما بين 200 إلى 300 عام، بل وحتى المداخن التي بنيت من حجارة عمرها ملايين الأعوام استخرجت من المنطقة نفسها. ويضم 56 غرفة وجناحاً فسيحاً تلبي رغبات الزبائن وتحرص على تقديم مستوى استثنائي من الخدمة، حيث قسمت الأجنحة إلى درجات وهي: الأجنحة الصغيرة، الديلوكس، الديلوكس الضخمة، فضلاً عن جناح بانورامي مهيب مكون من طابقين و3 غرف نوم و3 حمامات و«جاكوزي» اعتبر على الدوام المفضل للمغنية الأميركية مادونا. ويجمع «ألبينا» مختلف الأذواق حول العالم على مائدة مطاعمه الثلاثة. ففي «ميغو»، الحاصل على نجمة واحدة بحسب تصنيف «ميشلين» المعروف، يمكن تجربة أطايب الطعام الياباني. أما «سوميه»، الذي نال نجمة «ميشلين» أيضاً، فلا بد من تجربة قائمة الطعام الفريدة التي يعدها الطاهي الألماني المشهور مارتن غوشيل، في حين يقدم مطعم «ستوبلي» أطباقاً سويسرية مثل «فوندو» بطرق تقليدية وسط أجواء حميمية. وبعد يومٍ حافلٍ من النشاطات والتسوق، يمكن تدليل الحواس في منتجع «الحواس الست» الصحي العالمي، ليسترخي المرء في ملاذٍ مساحته 2000 متر مربع أو إعادة شحن طاقته في حمامي السباحة، أحدها خارجي تتم تدفئته خلال الشتاء وسط الثلوج في وقتٍ يمكن ترك الأطفال في مركز الرعاية والتسلية أو صالة السينما اللذين يقعان داخل الفندق. وقد ازداد عدد الزوار من الخليج العربي الذين يأتي معظمهم مع عائلاتهم ويفضلون البقاء لمدد طويلة صيفاً أو شتاء، خاصةً أن الفندق يزود ضيوفه المسلمين بالطعام الحلال، وسيجدون التمر على طاولة الغرفة حين دخولهم إليها كتذكير بالتقاليد العربية.

مشاركة :