لم أستغرب أن يرحل الألماني ثيو بوكير عن تدريب فريق الاتفاق لأن الفريق قدم تحت إدارته الفنية أسوأ عروضه خلال المواسم الخمسة الأخيرة وجاء القرار في توقيت مناسب قبل فوات الأوان من جهة ولاستثمار فرصة التوقف المقبلة من جهة أخرى.. ـ ما زلت عند رأيي أنني ضد التعاقد مع مدرب أشرف على تدريب منتخبات ونجح معها وذلك لسببين هامين أولهما أن ذلك المدرب أثبت أنه ينجح في التعامل الفني مع اللاعبين الجاهزين فقط أي أنه يعرف كيف يختار الأبرز من لاعبي الأندية ويعمل توليفة المنتخب بينما قد لا يكون متميزاً في إدارة فريق ناد.. ـ السبب الآخر هو أن كثيراً من المدربين الذين يتولون الإشراف على تدريب المنتخبات يشعرون بفوقية وبالتالي لا يعملون بجدية عندما يكون دورهم تدريب فرق الأندية.. ـ عموماً اتخذ الاتفاقيون القرار الذي يرونه يصب في مصلحة فريقهم الكروي وأبعدوا بوكير عندما شعروا بأنه ليس المدرب المناسب ولا بد من استثمار فرصة التوقف ليقوم المدرب (البديل) بمهمته المتمثلة في تصحيح أوضاع الفريق.. ـ لكنني أتحفظ على اختيار المدرب البديل من قبل إدارة نادي الاتفاق وهو المدرب الروماني سيبو الذي يشرف حالياً على الفريق الأولمبي بنادي الاتفاق.. ـ فريق الاتفاق الأولمبي يجمع حالياً 6 نقاط في مسابقة كاس الأمير فيصل بن فهد أي أنه في صدارة الترتيب لولا فارق الأهداف وهذا دليل أن هذا الفريق مستقر فنياً ويعمل مدربه بشكل إيجابي والدليل على ذلك أن إدارة النادي استعانت به لتدريب الفريق الأول بديلاً للمقال بوكير.. ـ السؤال هنا.. لماذا دائماً تعالج أنديتنا إحدى الغرف بهدم الغرفة الأخرى. ـ رحيل سيبو عن الفريق الأولمبي هو بغرض معالجة الفريق الأول لكن ذلك سيكون على حساب الفريق الأولمبي حتى أن لاعبي هذا الفريق سيشعرون بعدم الاهتمام من قبل إدارتهم والدليل أنها (أي الإدارة) أخذت مدربهم لما هو (أهم) أي أنهم في الفريق الأولمبي باتوا (غير مهمين) وهذا قد يحبطهم كثيراً خلاف تأثرهم فنياً نتيجة رحيل مدربهم سيبو.. ـ أمر آخر يشكل سلبية في هذا القرار وهو إذا افترضنا أن تدريب سيبو للفريق الأول هو تدريب (مؤقت) فإذا نجح في مهمته فقد يستمر وهذا يعني استمرار الفريق الأولمبي في المجهول وإذا لم ينجح فهذا يعني أنه سيعود للفريق الأولمبي وهنا سيعود بصورة قد يراها البعض الفشل مع الفريق الأول ما قد يؤثر على إدارته الفنية للفريق الأولمبي. ـ كلنا نتذكر قرار إدارة الهلال في الموسم الماضي عندما نقلت الكرواتي زلاتكو من تدريب الفريق الأولمبي للفريق الأول وعندما لم ينجح لم تفكر إدارة الهلال في إعادته للفريق الأولمبي لأنها متأكدة أنه لن يستطيع العمل معهم بعد أن عمل مع الفريق الأول إلى جانب أن فشله مع الفريق الأول سيكون هو السمة التي تغلف عمله مع الفريق الأولمبي.. ـ سيبو مدرب روماني والاتفاقيون نجحوا كثيراً خلال السنوات الأخيرة مع المدربين الرومان ولا أعلم لماذا لم يتعاقدوا أصلاً مع مدرب روماني بدلاً من بوكير وطالما هم لم يفعلوا فربما الأفضل الآن أن يستمر سيبو مدرباً للفريق الأول في حال نجاحه ويتم التعاقد مع مدرب بديل للفريق الأولمبي.. ـ أما في حال فشل سيبو فلا بد من رحيله لأن عودته للفريق الأولمبي لن تكون مثمرة على الإطلاق.. ـ كثير من أنديتنا لا تحسن قرارات التغيير والتصحيح فتجدها تصلح حال الفريق الأول على حساب فرق الفئات السنية والمشكلة أنه أحياناً لا تنجح هذه الخطوة فتفسد حال الفريق الأول والفئات السنية.. ـ هذا يعكس فكر الإصلاح (الوقتي) على حساب المستقبل وفي تصوري أنه فكر ليس إيجابياً على الإطلاق.
مشاركة :