«أليس في بلاد العجائب» ليست مجرد قصة أطفال

  • 2/10/2015
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

مع الاحتفال بمرور 150 سنة على صدور كتاب الأطفال «مغامرات أليس في بلاد العجائب» الذي يرجع الى العصر الفيكتوري، يتقصى معرض في تكساس تاريخ الكتاب لمعرفة كيف تطورت القصة على مر الزمن من خلال المفاهيم التجارية الشائعة الآن والوسائط المتعددة. وتصدَّر الكتاب الذي ألفه لويس كارول، أدبَ الطفل لدى نشره في 1865، وسريعاً ما انتقل العمل إلى المسرح، ومن بعد ذلك تحولت شخصيات أليس إلى دمى، ومن ثم جسدت في أفلام خلال الأيام الأولى لصناعة السينما. وقالت دانيل بروني سيجلر أمينة المتحف التي ساهمت في تنظيم المعرض الذي يفتتح اليوم في جامعة تكساس في أوستن: «لم يتضمن الكتاب مغزى أخلاقياً تقليدياً. تلاعب كارول بحكايات ذات معايير أخلاقية في عصره وقلبها رأسا على عقب». ويحتوي المعرض -الذي سيقام في «هاري رانسوم سنتر» وهو مركز عالمي رائد في اقتناء المخطوطات والمواد الأصلية- أكثر من 200 قطعة من بينها إصدارات نادرة ورسوم ورسائل وصور فوتوغرافية لكارول، وهو الاسم الذي يكتب به، أما اسمه الحقيقي فهو تشارلز لوتفيدج دودسون. ويظهر المعرض كيف حاول دودسون -أستاذ الرياضيات في جامعة أوكسفورد الذي ألف القصة من أجل بنات عميد الجامعة- الموازنة بين حياته الأكاديمية وشخصيته الأخرى كمؤلف لكتاب ذي شعبية كبيرة. وكان دودسون مصوراً فوتوغرافياً هاوياً -حين كانت هذه المهنة في مهدها- وانخرط أيضاً في الرسم. وأحب أستاذ الرياضيات مراسلة الأطفال ويتضمن المعرض رسائل يتحداهم فيها بألعاب وأحجيات وشفرات. ومن بين الصور الفوتوغرافية -التي سيتاح بعضها فقط للعرض- واحدة ألهمته القصة تظهر فيها أليس ليدل وأخواتها. وكانت أعمال دودسون الفوتوغرافية قوبلت بترحاب حافل لكنه كان يعلم أن رسوماته لكتاب «مغامرات أليس في بلاد العجائب» لم تكن على المستوى اللائق، ولجأ إلى أحد الفنانين البارزين في وقته هو جون تينيل لمساعدته. ويُظهر المعرض كيف ضج كلاهما -أحياناً- بأليس وتنامي شعبيتها. ولم يكن دودسون يرد في أحيان كثيرة على الرسائل الموجهة إلى لويس كارول. وبالنسبة الى تينيل، فغالباً ما كان يضيق بالأمر. وكتب تينيل إلى صديق في رسالة معروضة مشيراً إلى الكتاب بالاسم الذي كان شائعاً «أشعر بالضيق من مجرد ذكر أليس في بلاد العجائب». وعلى رغم ما أصاب كارول من سأم فقد اشترك في تسويق منتجه بأن صمم طابعا بريدياً للأطفال مستلهما من أليس وساعد في تقديم «أليس في بلاد العجائب» على خشبة المسرح. وفي هذه الأثناء ساعد ضعف حماية حقوق النشر إلى ظهور طبعات من القصة غير مرخص بها في الولايات المتحدة. ومع تغير الزمن تغير الشكل الذي قدمت به شخصية أليس، التي ظهرت فتاة متحررة في نسخة الكتاب عام 1929 بالمعرض، ولفتاة مولعة بتعاطي المخدرات في النسخة الملونة الصادرة في الستينات. وإلى جانب إظهار كيف تحول الكتاب إلى علامة بارزة في أدب الطفل، يستعرض المعرض أيضاً كيفية تحول أليس إلى مصدر إلهام لصناعة الدمى. وسجلت القصة كذلك في كتاب مسجل صوتياً، وكانت جزءاً من سلسلة في 1958، منها «الساحر أوز» و«محاكمة سقراط».

مشاركة :