تهيمن أجواء من الضبابية والترقب على الساحة البريطانية الاقتصادية والسياسة والاجتماعية، عقب النكسة التي تلقتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي، مقابل نجاتها من سحب الثقة من حكومتها في البرلمان أول من أمس، بعد رفض غالبية ساحقة من النواب في مجلس العموم خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست». وتشهد أسواق المال البريطانية، حالة من الهدوء الغريب، بسبب أن الاتفاق يثير أعلى درجات القلق في عالم الشركات، ترقبا لما ستؤول إليه الأمور. وكان المستثمرون يتوقعون الفشل الذي منيت به ماي، مساء أول من أمس، إذ إنهم يتفادون اتخاذ قرارات في السوق بالنظر إلى مناخ الشكوك السياسية الكبيرة، ومذكرة حجب الثقة التي واجهتها ماي. اهتمام عالمي بحسب خبراء في الشأن البريطاني، فإن رفض خطة ماي يشير إلى قوة الاتحاد الأوروبي كقوة مهينة، في وقت يمكن أن يحدث الخروج دون اتفاق خسائر اقتصادية وسياسية هائلة للبلاد. واستحوذ القرار البريطاني البرلماني على اهتماما كثير من الوسائل الإعلامية الأوروبية والعالمية، إذ وصفت الاتفاق بأنه انتهى بالكامل، ووصفت التصويت برفض الخطة بـ«الهزيمة السياسية المذلة». وأشارت بعض التقارير إلى أن هذه الخطوة تكشف مدى ضعف حكومة ماي، في وقت يجب أن يظهر فيه البريطانيون بالمظهر الموحد أمام الأوروبيين، داعية إلى ضرورة استعادة الثقة في الحكومة والبرلمان.
مشاركة :