ما زالت الصافرة الآسيوية تعيش واقعاً صعباً رغم التطور الهائل في المستوى في السنوات الأخيرة، التحديات هائلة، ورغبة التطوير لم تتجاوز أكثر من 40% من دول القارة، التي قامت بعمل برامج جادة لدعم أصحاب الصافرة. وأطلق الاتحاد الآسيوي أكاديمية الحكام قبل عام، وينفذ خلالها مشروعاً لتطوير قضاة المستقبل بعد اختيار 43 حكم ساحة من 27 دولة، كمرحلة أولى للتطوير الشامل للقضاة فنياً وبدنياً وعلمياً، عبر الأكاديمية التي تم افتتاح مبناها العام الماضي، وتعتبر الأولى من نوعها، أما من حيث الميزانية، فقد زادت من 16 مليون دولار إلى ما يصل إلى 21.6 مليون دولار للعامين الحالي والمقبل، وكانت في عامي 2017 و2018 لا تزيد على 12.8 مليون دولار، توجه للإنفاق على ورش عمل وبرامج ودورات لتطوير التحكيم. ووصل عدد قضاة النخبة في آسيا إلى 285 حكماً عبارة عن 104 حكام ساحة نخبة و181 حكم نخبة مساعد، ولكن ما زالت برامج تطويرهم تحتاج إلى جهود كبيرة ليس من الاتحاد القاري وحده، ولكن من الاتحادات الوطنية حيث مازال أكثر من 38 اتحاداً يستعين بالقضاة الأجانب لإدارة مبارياته، وبالتالي يقتل فرص تطور قدرات الحكم الآسيوي، كما يحتاج تطوير التحكيم جهوداً من القاعدة أولاً، ونقصد بها الاتحادات الوطنية، حيث يتوقع أن تكون الانطلاقة الأكبر للتحكيم الآسيوي مع مونديالي 2022 و2026 بعد زيادة العدد لـ48 منتخباً، والاستمرار في تطبيق تقنية الفار، حيث يتوقع أن يتأهل عن آسيا أكثر من 25 حكماً للمونديال، وليس 16 فقط كما كان في روسيا 2018. من جانبه دافع علي بوجسيم حكمنا المونديالي الدولي الأسبق، عن برامج تطوير التحكيم في آسيا، مشيراً إلى أن هناك عملاً جباراً يتم بالفعل، لتطوير المنظومة وهو بدأ قبل 7 سنوات، ويتواصل بدرجة كبيرة من الاحترافية، ولكن في نفس الوقت، الخلل دائماً ما يكون في الاتحادات المحلية، التي تتفاوت فيها البرامج وأيضاً الاهتمام بتطوير التحكيم. وقال: «أكثر قارات العالم تطويراً للحكام هي آسيا، من واقع البرامج وورش العمل، وإطلاق أكاديمية هي الأولى في العالم، بالإضافة لبرنامج الواعدين، وهي كلها مبادرات قوية وفعالة، تفوقت حتى على أوروبا في جوانب عديدة، كما أن مستوى التحكيم في النخبة الآسيوية تفوق على قارات عديدة أيضاً، رغم وجود أخطاء في بعض المباريات، سواء في كأس آسيا أو دوري الأبطال، وهذا الأمر طبيعي لأن كرة القدم لعبة أخطاء في المقام الأول، لكن آسيا لديها برامج تطوير التحكيم في جميع المستويات، كما زاد الاهتمام بمساعدي الحكام وحكام الساحة والمراقبين والمحاضرين، وحتى الآن هناك عمل كبير حيث إن الجهود المبذولة كبيرة للغاية، سابقاً كنا نعتمد على الاتحاد الإنجليزي للعمل في تطوير التحكيم في آسيا، الآن بات لدينا في القارة كوادر مؤهلة لقيادة تطوير التحكيم بنفسها». وعن غياب الحكم الآسيوي عن التألق في المونديال قال: «التحكيم الآسيوي يضم أطقماً مميزة للغاية حالياً، مثل نواف شكر الله، ومحمد عبد الله، ورفشان وعلي رضا، ونحن مؤهلون لإدارة نهائي المونديال وسابقاً تأهلنا لقبل النهائي، لكن الومضات المونديالية قليلة، والأمر ليس له علاقة بالمستوى الفني لحكامنا، ولكن بسبب الضغوط الدولية التي تمارس على الفيفا وتحول دون إدارة حكم آسيوي لمباراة النهائي، حيث إن هناك اتحادات قارية قوية تفرض رأيها، وترى أن الحكام الذين يظهرون في دوريات أوروبا ويراهم العالم كل أسبوع، أفضل بكثير من هؤلاء الذين لا يظهرون إلا في بطولة قارية أو دولية، وبالتالي تكون الأولوية بالنسبة لحكام أوروبا، لكن رغم ذلك منحنا الفيفا فرصاً في الافتتاح وقبل النهائي ودور الـ8». وتابع:«المطلوب الآن أن نضغط كرئاسة الاتحاد الآسيوي بشكل أكبر على الفيفا، لمنح فرص أوسع للحكم الآسيوي، خصوصاً أن الفيفا الآن يثني على برامج تطوير التحكيم التي تنفذ في القارة ونتفوق فيها على أميركا الشمالية والجنوبية، ونكاد نتفوق على أوروبا في العديد من الجوانب». ولفت بوجسيم إلى أن أكبر التحديات التي تواجه مستقبل التحكيم الآسيوي تتمثل في التفاوت الكبير بين دول آسيا من حيث البرامج المنفذة للتطوير، معتبراً ذلك من أشد نقاط الضعف التي تؤثر على الحكم الآسيوي، فضلاً عن كثرة الاعتماد على الحكام الأجانب في دوريات عدة، وقال:«دول كثير انهار فيها التحكيم بسبب كثرة الاعتماد على الحكام الأجانب، مثلاً الدوري السعودي القوي، يعاني فيه الحكام لانعدام الثقة في قدراتهم، تأثر الحكم السعودي، وهناك اتحادات أخرى تأثر فيها الحكام أيضاً، ولهذا لا يجب أن نضع اللوم فقط على الاتحاد القاري»، وعن توصياته لتطوير التحكيم في القارة قال:«يجب منح أهل الاختصاص فرصة تطوير التحكيم، وأن تكون البرامج الخاصة بذلك واضحة تماماً ويشرف عليها الاتحاد القاري بنفسه». بوساكا: احتراف الحكام ضرورة أكد السويسري بوساكا مدير إدارة الحكام بالفيفا، أن ما يقرب من 10 دول في آسيا هي التي يمكن وصفها بالقاطرة التي تجر مسيرة التحكيم في القارة، بينما يتطلب التطور في قارة بحجم آسيا، عملا جبارا وجهودا كبيرة على مستوى باقي الاتحادات الوطنية في القارة، وأشاد بوساكا بقدرات الحكم الآسيوي والتي كانت سبباً في أن يمنح الفيفا قضاة آسيا مقاعد إضافية في مونديال موسكو. وقال: «وصول 16 حكما بين ساحة ومساعد واحتياط، من آسيا لمونديال موسكو رقما ليس بالهين على حد وصفه، ولفت إلى أن الفيفا يتابع عن قرب مشاريع تطوير التحكيم آسيويا، والتي تقوم بها لجنة الحكام الحالية التي تضم خبرات كبيرة مثل شمسول، وعلي حمد وعلي الطريفي وعبد الرحمن عبد الخالق وغيرهم. وعن تحقيق نهضة شاملة في آسيا وليس في عدد قليل من دولها فقط قال، يجب أن يكون الاهتمام بالتطوير شاملا أيضا في كل دول القارة، كما يجب أن يكون الحكم محترفا بمعنى الكلمة، هناك مواهب عديدة، لكن قد يكون ظروف العمل أو الوظيفة وراء عدم تطورها الكامل، ولكن بشكل عام، أرى مواهب عديدة في قارة اسيا بالفعل». رافشان.. على خطى الكبار سار الحكم الأوزبكي رافشان ايرماتوف على خطى الحكام الكبار في تاريخ آسيا، بعدما كانت بطولة مونديال روسيا الأخيرة، هي الثالثة على التوالي للحكم الحاصل على لقب أفضل حكم في آسيا 5 مرات، كما كان ثالث حكم آسيوي يدير مباريات كأس العالم، في ثلاث دورات على التوالي، بعد السوري جمال الشريف والإماراتي علي بوجسيم. فيما ضمت قائمة حكامنا في موسكو الصيف الماضي، البحريني نواف شكر الله والإيراني علي رضا اللذين أيضاً سبق لهما المشاركة في كأس العالم 2014 في البرازيل، فيما شارك للمرة الأولى في إدارة النهائيات كل من الإماراتي محمد عبدالله والياباني ريوجي ساتو كحكام ساحة. أما قائمة الحكام المساعدين فضمت محمد أحمد وحسن المهري من الإمارات، والياباني تورو ساجارا الذي شارك للمرة الثالثة في كأس العالم، والأوزبكي عبدالحميد رسولوف والبحريني ياسر عبدالله اللذين شاركا للمرة الثانية، بينما شارك للمرة الأولى كل من الإيرانيين رضا سوخاندان ومحمد رضا منصوري، والإوزبكي جاهونجير سيدوف.
مشاركة :