الرياض: بدر الخريف يبدو أن العلاقات الحضارية بين الجزيرة العربية ومصر ليست وليدة العقود الماضية، لكنها موغلة في القدم، حيث أكدت النقوش العربية القديمة، قدم هذه العلاقات، ذلك أن مصر تتبوأ منزلة خاصة في العلاقات الدولية للجزيرة العربية في عصورها القديمة، على ضوء تحليل مضامين تلك العلاقات ورصد انعكاس معطياتها على المفاهيم الفكرية والحضارية آنذاك، وقد رصد الدكتور سعيد بن فايز السعيد قبل 12 عاما العلاقات الحضارية بين الجزيرة العربية ومصر في ضوء النقوش العربية القديمة من خلال دراسة قدمها لمكتبة الملك فهد الوطنية، رصد فيها هذه النقوش من خلال مبحثين هما: مصر في النقوش العربية القديمة، وذكر أن هذه النقوش يربو تعداد المنشور منها على 50 ألف نقش، وتغطي فترة زمنية تمتد من القرن التاسع قبل الميلاد حتى القرن السادس الميلادي. وتبرز مجموعة من هذه النقوش، بعضها نص مباشرة على قيام علاقات بين سكان الجزيرة العربية ومصر القديمة، وبعضها الآخر لمحت مضامينه إلى مثل ذلك، وقسم النقوش التي تتضمن معلومات عن هذه العلاقات لمصر في النقوش، في العربية الجنوبية «الخط المسند»: وبلغ عددها نحو 12 ألف نقش، وتنقسم هذه النقوش إلى 4 لهجات رئيسية هي السبئية، والمعينية، والحضرمية، والقتبانية. أما مصر في النقوش العربية الشمالية، فهي الخط الثمودي، والخط الداداني، والخط الصفوي. أما المبحث الثاني الذي درسه المؤلف السعيد فيما يتعلق بالنقوش فهو: العرب في نصوص مصر القديمة، ومنها ما هو مدون بالهيروغليفية، وهو قليل، ووثائق مكتوبة بالخط الديموطيقي أو اليوناني، على ورق البردي، وهي متنوعة في موضوعها وأغنى من سابقاتها، كما درس المؤلف في البحث مضامين النقوش العربية القديمة ومعطياتها التاريخية وتجسد ذلك في العلاقات الاقتصادية والدينية والاجتماعية.
مشاركة :