إمام المسجد النبوي: مفتاح الرحمة مرهون بالإحسان في عبادة الخالق

  • 1/18/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ، في خطبة الجمعة، عن خلق عظيم ومبدأ كريم يعتبر من المحاسن العظمى في دين الإسلام ألا وهو خلق الإحسان. وقال: من المحاسن العظمى في دين الإسلام المقررة في أصوله القطعية الدعوة إلى الإحسان بشتى صوره ومختلف أشكاله، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى). وأضاف: مفتاح الرحمة الإحسان في عبادة الخالق والسعي في نفع عباده وأنه يجب على المسلم أن يحرص على بذل الإحسان فعلاً وقولاً في معاملاته وفي مزاولة حياته فيفوز بالثمار العظيمة والفوائد الجسيمة، فصاحب الإحسان في معية الله عز وجل الخاصة التي تقتضي الحفظ والتأييد والتوفيق والتسديد، بل ويفوز المحسن بأعظم مطلب، ألا وهو محبة الله سبحانه لعبده المحسن، فحينئذ يسعد ولا يشقى دنيا وأخرى، بدليل قول الله تعالى ( َأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). وأردف "آل الشيخ": بالإحسان تفرح القلوب وتنشرح الصدور وتجلب النعم وتدفع النقم، وما انتشر الإحسان في مجتمع إلا وتماسك بنيانه ورقي من الآفات الاجتماعية وصار مجتمعًا متحضر ًا راقيًا خاليًا من كدر النفوس وضغائن القلوب، وبهذا يسلم من نيران الفتن وأسباب الصراع، ولهذا جاءت التوجيهات الربانية للعباد بالإحسان في تصرفاتهم والعيش به في تعاملاتهم قال تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ). وتابع: الإحسان المرغوب فيه من الشرع يشمل بذل جميع المنافع من أي نوع كان ولأي مخلوق يكون من إنسان أو حيوان، ولكنه يتفاوت أجره ويعظم فضله بتفاوت المحسن إليهم وحقهم ومقامهم، فأعلاهم الوالدان ثم الأقارب ثم سائر الخلق، مشيراً إلى معنى الإحسان الجميل الذي يقتضى من المسلم أن يعامل غيره بكل جميل من الأفعال وطيب الأقوال، فمنه معروف يمنحه ومنه مال يعطيه أو ينفع يبذله أو كلمة طيبة وعبارة حسنة مع لقاء جميل ومحيا رحب ووجه طلق مع بذل سلام، بدليل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة). وخلص في نهاية خطبته إلى أن الإحسان عطاء مدرار وضيافة بارة أو مواساة صادقة أو إعانة عن حاجة أو إدخال سرور على مسلم وإسداء جميل وإعطاء محروم ونصر مظلوم وإنقاذ مكروب وإعانة منكوب وزيارة مريض وإطعام جائع، وهكذا من كل ما يغمر الناس بالسرور والفرح والبهجة والحبور، فأحسنوا يحسن الله لكم ويضاعف مثوبتكم، قال تعالى (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) .

مشاركة :