أقيمت الجلسة البحثية الثانية فى إطار المؤتمر العلمى الرابع لأطلس المأثورات الشعبية المصرية بعنوان "الفرق الفنية الشعبية ودورها فى الحفاظ على المأثور الشعبى.. فرق الهيئة العامة لقصور الثقافة نموذجًا" والتى تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بمركز الجيزة الثقافى وتنظمه الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث.ونوقشت أربعة أبحاث، الأول بعنوان "فرق الموسيقى والغناء الشعبى "فرقة النيل للآلات الشعبية نموذجًا" للدكتورة نهلة أبسخرون معوض التى أوصت فى بحثها بوجوب إعطاء الاهتمام المناسب لفرقة النيل للآلات الشعبية من خلال إعداد مكان مناسب للبروفات الخاصة بهم، ومحاولة توفير مدرسة لتعليم من يرغب بالإلتحاق بالفرقة أو من يرغب بتعلم العزف على تلك الآلات الشعبية، إضافة لتعلم تلك الآلات لطلبة المعهد العالى للفنون الشعبية شعبة الموسيقى الشعبية، ومحاولة رفع مستوى المرتبات داخل أعضاء الفرقة.وفى البحث الثاني بعنوان "السمسمية بين الفن الشعبى والاستلهام"للباحث مدحت منير الذى أكد فى بحثه أن لقصور الثقافة دورًا أساسيًا فى المناطق المختلفة فى عملية الحفاظ على التراث والمأثور الشعبى من جمع وحفظ المواد الشعبية، وأيضًا دعم واحتضان الفرق المسماة بالتلقائية التى تعيد إنتاج الفن الشعبى فى المناسبات المختلفة على مسارح الثقافة الجماهيرية وساحاتها ، مما يعمل على مد جسور التواصل بين الفن الشعبى ومريديه مع مراعاة أن هذه العروض مهما بلغت من دقة المحاكاة للفن الشعبى الا أنها تظل خارج بيئتها الطبيعية مما يفقدها حضورها الطبيعى.أما فى بحث بعنوان "الغناء والآلات الموسيقية الشعبية "فرقة الإسماعيلية لتراث السمسمية نموذجًا" للدكتور سامح شوقى، الذى أشار فى نتائج بحثه إلى أن آلة السمسمية تعكس هوية الصانع والمستهلك، كما أن شكل الآلة يوضح زمانها ومكانها، وصناعة آلة السمسمية من الحرف التى لا يوجد لها منافس خارجى بالإضافة إلى إن هذه الحرفة تساهم فى إنعاش الاقتصاد على المستوى المحلى، موضحًا إلى أن التغيير الاجتماعى أدى إلى اندثار فن السمسمية فى مجتمع الدراسة مما يثقل عاتق المؤسسات الحكومية كقصور الثقافة فى المحافظة على هذا التراث من الاندثار.وفى بحث بعنوان "الملابس الشعبية فى مطروح ودورها فى الحفاظ على المأثور الشعبى فرق مطروح نموذجًا" للدكتور سيد النشار، الذي أوصى فى بحثه بضرورة تفعيل الحفاظ على التراث الثقافى من خلال الهيئة المختصة التى أنشأتها اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلم والثقافة التى أنشئت فى ٢٧ أغسطس ٢٠٠٩ بموجب قرار وزاري وتعتمد هذه اللجنة على الأموال التي توفرها وزارة التعليم العالي للحفاظ على الفرق الشعبية ودورها فى الحفاظ على المأثور الشعبي لمنطقة مطروح من خلال اللون والرمزية فى الملابس للإستفادة منها فى تنمية التراث المصرى كما أوصى الباحث بضرورة إدراج تعريفات ثقافية عن الأزياء القومية بمناهج التربية الفنية والإقتصاد المنزلى لكل من المدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية وكليات التربية النوعية والفنون الجميلة والتطبيقية، رأس الجلسة الدكتور محمد شبانة.أعقب ذلك عقد المائدة المستديرة الثانية والتى تناقش دور الفرق الفنية الشعبية فى الحفاظ على المأثور الشعبى، شارك بها أحمد الدالة وسلمى جادو، وأدارها الفنان أحمد الشافعى رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية الذى نادى بأهمية تضافر جهود كل الباحثين والدارسين والمتخصصين فى الفن الشعبى لتنقيح التداخلات التى دخلت على الفن الشعبى وتساءل عدة أسئلة عن كيفية توظيف هذا الفن وما هى الأغنية الشعبية المتوارثة وماذا نأخذ منها لنقدمه على المسرح وماهى نظرة الناس للفن الشعبى ؟.ثم قدمت الباحثة سلمى جادو فيلم عن الأغنية النوبية بعد تهجير من النوبة، وقدمت توصيات بضرورة جمع التراث الغنائي النوبى، والاهتمام بالأبحاث التى تدرس ما طرأ على الأغنية النوبية بعد فترة التهجير، أيضًا الإهتمام باللغة النوبية وتوثيقها وبضرورة تدريس الآلات الشعبية فى المراحل المختلفة بالمدارس، وأكد أحمد الدالة أنه فى غياب المنهج فإن الفوضى هى التى تعم، والفن الشعبى لا ينتج من فراغ وتساءل هل برامج فرق الفنون الشعبية هى نتاج هذا العصر وهل هى قادرة على جذب الشباب لها، ودعا كل المهتمين بالفن الشعبى الاهتمام بعلوم التنمية البشرية.واقترح بإدخال مادة جديدة اسمها "الثقافة المصرية" ضمن منهج التعليم الأساسى فى المدارس، بالإضافة لعمل كتيب بعنوان "من تراثك تعرف خلاصك" ويتم تدريسه أيضًا بالتعليم الأساسى.وأشار إلى أن هناك مفاهيم ومدركات خاطئة قدمت للشباب عن الفن الشعبى، مضيفا أنه لابد من الإعتراف بأن ليس كل المهتمين بالحركة الفنية والباحثين مقتنعين بدراسة الفن الشعبى، مؤكدًا أنه لابد من تجديد وتحديث الخطاب الثقافى الشعبى.ولفت الفنان أحمد الشافعى لتجربة إنشاء مهرجان التحطيب منذ بدايتها حتى الآن مستخلصًا منها أن محاولة التطوير فى الفرق الشعبية يكون بمنتهى الصعوبة وذلك لأن أى محاولة للتجديد تقابل بالرفض من قبل مديرين الفرق والفنانين.ثم تم فتح باب المناقشة لجمهور الحضور فأكد الشاعر مسعود شومان أن هذا المؤتمر يؤكد دور الهيئة فى الحفاظ على التراث الشعبى وتطويره، وان ما يثار فى المؤتمر من انتقادات للهيئة يأتى من منطلق النقد الذاتى لها.وطالب بإقامة دورات تدريبية وتثقيفية للعاملين والفنانين فى مجال الفن الشعبى، كما طالب بإعادة تدريس مادة الأدب الشعبى بجامعات مصر، وطالب أحد الحضور بأن يكون من التوصيات الاهتمام من كل الجهات والأفراد المتخصصين فى مجال الفن الشعبى بهذا الفن الذى له تواجده بالخارج، وفى ختام اليوم الثانى من فعاليات المؤتمر قدمت فرقة النيل للآلات الشعبية وتوشكى التلقائية والعريش للفنون الشعبية عروضهما الفنية الموسيقية الراقصة الشعبية .
مشاركة :