ارتبط عيد الغطاس بفولكلور شعبى نرى ملامحه الرئيسيّة فى نهر النيل والطعام والأمثال الشعبية وأيضًا الاحتفالات. ومن جهة نهر النيل تقول معظم المراجع التاريخية، إن أقباط مصر يغسلون أولادهم فى الماء، رغم أن هذا العيد يقع فى شدة البرد فى شهر طوبة وبالتحديد 19 يناير. ويقول المقريزى كان القبط، يخرجون من الكنيسة فى مواكب رائعة ويذهبون إلى النيل؛ حيث يسهر المسلمون معهم على ضفاف النيل، فى ليلة الغطاس والميلاد وكانوا يسهرون حتى الفجر، وكان شاطئًا النيل يسطعان بآلاف الشموع الجميلة والمشاعل المزخرفة، ولذلك أطلق عليه عيد الأنوار وفى هذه الليلة كان الخلفاء يوزعون النارينج والليمون والقصب وسمك البوري.ويقول إدوار وليم لين فى كتابه «المصريون المحدثون شمائلهم وعاداتهم»: جرت العادة أن يقوم أغلب الأقباط بطقس غريب فى ليلة الغطاس، يغطس الرجال شيوخًا وشبابًا والصبيان فى الماء احتفالًا بذكرى تعميد المسيح، ولبعض الكنائس مغطس كبير يستعمل فى هذه المناسبة بعد أن يبارك الماء أحد القسس غير أن العادة الشائعة عند الأقباط هى القيام بهذا الطقس، ويعتبره أكثرهم للتسلية أكثر من اعتباره شعيرة دينية فى النهر، فيصبون فيه قبل الغطس بعض الماء المقدس من الكنيسة، ويكون ذلك عادة مناسبة لاحتفال كبير عند ضفتى النهر، وتقام الصلوات فى الكنائس عشية هذا العيد، ويبارك أحد القسس الماء فى جرن المعمودية ثم يبلل أو بالأحرى يمسح أو يلمس قدمى كل أعضاء الجماعة الكنسية، ويقام هذا الطقس الأخير أيضًا فى خميس العهد وفى عيد الرسل 5 أبيب.وتعتقد الجماعة الشعبية فى كل جموع مصر أن الدفء يأتى بعد الغطاس فيقول المثل (يغطس النصرانى ويطلع الدفا الحقاني)، وهو كناية عن طول النهار.واعتاد الأقباط رجالًا ونساء زيارة مقابر الأهل زيارة منتظمة ثلاث مرات فى العام، فى عيد الميلاد والغطاس وعيد القيامة، وهناك من يقوم بتوزيع الخبز أو القرص كعادة كل المصريين فى (الرحمة والنور)، وهذا الطقس الذى يكفر به المرء عن نفسه وأولاده يفعله مسيحيون ومسلمون فى أعيادهم غالبًا تكفيرًا أيضًا عن خطايا الميت. ويذكر المؤرخون، أن مصدر هذا الطقس مصرى قديم، فقد تعود المصريون القدماء فى أعياد الآلهة توزيع قرابين من لحوم أو خبز أو محاصيل زراعية وفاكهة، وأشهرها البلح، وأحيانًا أخرى سمن وعسل على فقراء الأمة، عسى أن يتقبل الله ويغفر لموتاهم، ويظهر ذلك حاليًا فى صور ورسوم زيارة المقابر عند القدماء، وهم حاملون معهم سلال الرحمة (طلعة القرافة) كتعبير عن إحياء ذكرى موتاهم كلما انقضى عام، ورمزًا لعقيدة الخلود التى آمن بها المصريون القدماء، كما تشير الرسوم لتقديم القرابين للإله والمعبودات، بالإضافة لما يذكره كتاب الموتى عن أن الميت كان يحسن معاملة الفقراء ويقدم لهم العون. ويذكر المؤرخون أيضًا أن ما نمارسه حتى اليوم من عادة عزاء ثلاثة أيام والخامس عشر والأربعين والسنوية كلها عادات مصرية قديمة، فالأربعين هو الفترة الزمنية التى يقضيها المتوفى فى التحنيط، وكذلك الذكرى السنوية.
مشاركة :