نجح الجيش الوطني الليبي، أمس، في قتل أبوطلحة الحسناوي، الذي يعد أهم قيادات تنظيم «القاعدة» الإرهابي في ليبيا، وذلك خلال عملية عسكرية للجيش جنوبي البلاد. وقتل الحسناوي في مداهمة للجيش الوطني الليبي لمنزل كان يقيم به الإرهابي بمنطقة قيرة الشاطئ، جنوبي البلاد، بعد سجل حافل بالأعمال الإرهابية وعمليات هروب متكررة. وأسفرت العملية عن مقتل شخصين آخرين إلى جانب الحسناوي، أحدهما فجر نفسه بحزام ناسف، ويعتقد أنهما من غير الجنسية الليبية. وقال الناطق باسم الجيش، العميد أحمد المسماري، في بيان: «تعلن غرفة عمليات الكرامة عن مقتل الإرهابي عبدالمنعم الحسناوي المكنى أبوطلحة، والإرهابي المهدي دنقو، والإرهابي المصري عبدالله الدسوقي، في عملية نوعية». وأوضح الجيش أن العملية «قامت بها مجموعة العمليات الخاصة المشكلة من كتيبة شهداء الزاوية، وكتيبة طارق بن زياد»، فجر الجمعة بمنطقة الشاطئ في الجنوب الغربي. وأشار إلى أنه تم تنفيذ العملية «بعد ورود معلومات بوجود عناصر إرهابية داعشية، في الموقع الذي يقع شمال غرب مدينة سبها، بنحو 60 كيلومتراً». ويعد الحسناوي من أخطر الإرهابيين في البلاد، إذ قبضت عليه الأجهزة الأمنية عام 1996، برفقة مجموعة حاولت اغتيال الرئيس الراحل معمر القذافي، في براك الشاطئ. وبعد مشاركته، عام 2011، المعارضة المسلحة قتالهم ضد قوات الجيش الليبي، برز اسم الحسناوي مرة أخرى، ليصبح واحداً من أبرز قيادات الجماعة في الجنوب، حيث أسس كياناً مسلحاً، حمل اسم «مجلس شورى قبيلة الحساونة» بمدينة الشاطئ، التي يتزعمها عناصر من الجماعة الليبية المقاتلة المنضوية تحت لواء «القاعدة». وفي عام 2013، ألقت السلطات الأمنية الليبية القبض على الحسناوي لانتمائه للجماعة الليبية المقاتلة، وانتقل بعدها إلى سورية، حيث كلّف بمهام «المسؤول الشرعي لكتيبة المهاجرين»، المؤلفة من عناصر أجنبية متشددة قاتلت النظام السوري. وخلال وجوده في سورية، أسس الحسناوي برفقة آخرين «جبهة النصرة»، الموالية لتنظيم «القاعدة». وقبل عودته إلى ليبيا عام 2014، أعلنت بغداد عن مقتل الحسناوي في مواجهات مع الجيش العراقي وسط البلاد، غير أن ظهوره مجدداً جنوب ليبيا، نفى ما أعلن عنه العراق. يأتي ذلك في وقت دعا فيه المبعوث الدولي إلى ليبيا، غسان سلامة، أمس، المجتمع الدولي للتحرك، من أجل مساعدة الجنوب الليبي، حيث أكد أن درنة تواجه وضعاً مأساوياً، والمدنيون يواجهون أوضاعاً صعبة. كما أكد سلامة أن طرابلس تعاني هشاشة الوضع الأمني، رغم الجهود القائمة، حيث قاد تنظيم «داعش»، وبقية التنظيمات الإرهابية الأخرى منذ بداية العام، هجمات عدة في طرابلس ومناطق أخرى. وأضاف سلامة أنه لا يمكن الذهاب بعيداً في ليبيا، إذا لم تتوحد جهود مختلف الأطراف، موضحاً أن هناك عراقيل كثيرة على الساحة السياسية، وقفت في وجه توحيد الليبيين. كما دعا إلى توافر أجواء أمنية وضمانات سياسية لاحترام نتائج الانتخابات قبل إجرائها، مشيراً إلى أن هناك أفراداً يحاولون تقويض الأوضاع، وعدم إجراء الانتخابات للبقاء في مناصبهم.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :