كشفت مصادر أمنية في بغداد أن طائرات أمريكية أجرت مسحا دقيقا لمواقع الفصائل المسلحة في العراق تمهيدا لقصفها. وبيَّنت المصادر أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي تلقى رسالة واضحة من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مفادها أنه في حالة عجز الحكومة العراقية عن تفكيك الفصائل المسلحة المدعومة من إيران فإن واشنطن لن تتدخل لمنع ضربات إسرائيلية لفصائل شيعية تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتشكل خطرا على تل أبيب. وبحسب المصادر فإن واشنطن أوكلت لإسرائيل مهمة قصف الأذرع الإيرانية في العراق بمسوغات سياسية وقانونية، من بينها أن هذه الفصائل تمثل وجودا متقدما لإيران وعلى مقربة من إسرائيل، وأن ضرب هذه الفصائل في سوريا لن يكون مجديا إذا لم تدمر بناها التحتية في العراق باعتباره نقطة انطلاقها ومصدر تدريبها وتأهيلها وتمويلها! وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي في العراق أخبارا عن توجيه صادر عن مكتب المرجع الشيعي علي السيستاني يفيد بأنه (لم تعد هناك ضرورة لوجود الحشد الشعبي بعد زوال خطر داعش). وربما تضطر الفصائل المسلحة إلى استصدار فتوى من النجف بحل الحشد لإبعاده عن خطر الضربات الإسرائيلية المتوقعة لكن الطائرات الأمريكية تتابع بدقة تحركات وتنقلات الفصائل المسلحة بنحو تفصيلي، وخاصة أن الأجواء العراقية مفتوحة أمام الطائرات الأمريكية. وتقول مصادر حكومية في بغداد إن السفارة الأمريكية في العراق أوصلت، عبر أحد الوسطاء، رسالة إلى عدد من الفصائل المسلحة في العراق مفادها أن الطائرات الأمريكية ستستهدف مواقع جميع الفصائل إذا تعرضت السفارة الأمريكية للاعتداء. ولا يمتلك العراق منظومات صاروخية أو أجهزة رادار متطورة تتمكن من رصد واكتشاف دخول الطائرات إلى الأجواء العراقية ومن ثم فإن حكومة عبدالمهدي ستكون أمام خيارين: أولهما الاستعانة بالقدرات الإيرانية ونقل منظومات صاروخية إيرانية متطورة إلى الأراضي العراقية، وثانيهما التخلي بالكامل عن الفصائل المسلحة وتخييرها بين أن تحل نفسها وأن تكون عرضة للقصف الأمريكي الإسرائيلي.
مشاركة :