* أشرُف دائماً أن يكون «مقال السبت» من كل أسبوع زاوية تحاول جادة تسليط شيء من الضوء على الجمعيات الخيرية، والفِرق التطوعية، والمبادرات التي تنبض بالإنسانية خدمةً للمجتمع بمختلف أطيافه. * ومن تلك المبادرات الرائعة والنّوْعِيّة (أيادي مضيئة)، التي شاركت في «معرض جدة الدولي للكتاب» الذي اختتم قبل أيام، وهي مبادرة شبابية انطلقت في «27 يوليو 2017م»؛ هادفة لخدمة المكفوفين بتحويل الكتب المنهجية واللامنهجية إلى صيغة تُناسبهم؛ لِتُقَرِّبُ منهم جميع مصادر العلم والمعرفة. * وحتى يومنا هذا، نجحت هذه المبادرة في تأمين (18 ألف صفحة)؛ أفاد منها علمياً وثقافياً أكثر من (9600 كفيف) في المملكة والعالم العربي؛ ووفّرَتْ عليهم وعلى أُسَرِهِم أيضاً التكاليف الباهظة لطباعة تلك المصادر «بلغة أو طريقة برايل». * ولأن القائمين على (أيادي مضيئة) إخلاصهم وطموحاتهم لا حدود لها، فهم لا يقفون عند محطة تحويل الكتب فقط، بل هم يُبادرون بإقامة دورات وَوُرَش عمل متعددة، أبرزها: (أبصر بسمعك)؛ التي تساهم في توعية المجتمع بدورهِ تجاه الكفيف، وورشة عمل (في بيتنا كفيف)؛ وهي موجَّهة لأُسَر المكفوفين لتُساعدهم في رعايتهم وتمكينهم، وورشة (كي يستمر الضياء)، وهي معنية بالأطفال لتوعيتهم بالمحافظة على بصرهم. * وما يدعو للفخر ويَرفع الرأس أن تلك المبادرة الإنسانية الرائدة سعودية «الفكرة والتنفيذ»، حيث أطلقتها الشابة (أَمْجَاد المالكي)، فيما يتعاون معها الآن (200 متطوع) من مناطق المملكة كافة، هَمّهُم أن تصل جهودهم الكبيرة ورسالتهم النبيلة وخدمات مبادرتهم لما يزيد على «7 ملايين كفيف عربي حول العالَم». * تلك المبادرة التي فازت بـ»جائزة التطوُّع السعودية، أراها تستحق الدعم المادي والإعلامي، لأنها تساهم في تمكين شريحة غالية من المجتمع؛ فالمكفوفون -كما تؤكد «جمعية رؤية الخيرية» المهتمة بهم في المدينة المنورة- قادرون بالتأهيل والتدريب على الانخراط في سوق العمل وبكفاءة عالية؛ وبالتالي الصَّرف على أنفسهم وأُسَرِهم، دون الحاجة إلى التبرعات أو الإعانات المالية أو العينية؛ ليعيشوا حياة كريمة، إضافةً لخدمتهم لمجتمعهم، ومشاركتهم في تنمية وطنهم؛ فالكفيف متى أُعْطِي الفرصة وهُيِّئت له الظروف والإمكانات، سيكون الإبداع ميدانه، والتألق سماؤه.
مشاركة :