الإمارات تطلق "شتاء 2019" لمساعدة النازحين السوريين

  • 1/19/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية في سفارة الدولة في بيروت، المرحلة الثانية من «حملة الاستجابة الإماراتية للنازحين السوريين - شتاء 2019» لتوفير المؤن الغذائية والبطانيات والمدافئ والمازوت والثياب والخيم لعدد من المناطق التي تضررت بشكل كبير جراء الأحوال الجوية السيئة التي تعرض لها لبنان، لاسيما المناطق الشمالية منه. جاء ذلك، في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس، حمد سعيد سلطان الشامسي سفير الدولة لدى الجمهورية اللبنانية في مقر السفارة باليرزة في بيروت، بحضور بيار بو عاصي، وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني، ومعين المرعبي وزير الدولة لشؤون النازحين، واللواء محمد خير الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، وجورج كتاني الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني، ونائب ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ايمانويل جينياك. وتأتي «حملة الاستجابة الإماراتية للنازحين السوريين - شتاء 2019» على وقع المبادرة التي أطلقتها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية لتقديم مساعدات عاجلة لإغاثة النازحين السوريين في لبنان بقيمة 18.4 مليون درهم - ما يعادل 5 ملايين دولار، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمتابعة مباشرة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، رئيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية. وقال السفير الشامسي «تزامناً مع النداءات العاجلة التي أطلقها المعنيون في لبنان نتيجة العواصف التي ضربت مخيمات النازحين السوريين وسببت خسائر فادحة سارعت ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية إلى إعلان حملة إنسانية عاجلة لتوفير المؤن الغذائية والبطانيات والمدافئ والمازوت والثياب، وكذلك الخيم التي تضررت بشكل كبير في عدد من المناطق، وهناك عمل دؤوب من أجل توفير الأدوية». ‌‎وأضاف أن «في حملة الاستجابة الإماراتية للنازحين ‌‎السوريين - شتاء 2019»، نتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين من الوزارات المعنية، لاسيما وزارتي الشؤون الاجتماعية وشؤون النازحين، وأيضاً هناك جهات وشركاء وجمعيات يتم التعامل معها للوصول إلى كل بقعة ومنطقة وقرية ومخيم. بلسمة الجراح ‌‎وأوضح أنه إلى جانب مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية - التي عودتنا دائماً على بلسمة الجراح وصناعة ثقافة الإنسان لتعزيز الدور الذي تقوم به دولة الإمارات لمساعدة اللاجئين السوريين - تشارك في هذه الحملة «هيئة الهلال الأحمر الإماراتي»، و«جمعيتا الشارقة الخيرية»، و«الأعمال الخيرية». وقال، إن الحملة بدأت بصورة عاجلة في منطقتي عكار وعرسال، وتستكمل توزيع المساعدات في بقية المناطق، وفق الخطة الموضوعة، والتي تستهدف جميع الأقضية. وأضاف أنه لطالما كانت الإمارات في إطار الدول السباقة إلى زرع الخير ومساعدة الإخوة، والوقوف إلى جانبهم التزاماً بسياستها الإنسانية والخيرية، فهذه الدولة ما كانت لتكون نموذجاً راقياً للتطور لولا رؤيتها الإنسانية التي تعد إرثاً متأصلاً في سياسة الدولة الخارجية التي استهلها المغفور له الباني المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويكملها اليوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. وأكد أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها الإمارات لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية أو العرق واللون والطائفة أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، والحد من الفقر والقضاء على الجوع وبناء مشاريع تنموية لكل من يحتاج إليها، وإقامة علاقات مع الدولة المتلقية والمانحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي اتفق المجتمع الدولي على تنفيذها خلال السنوات المقبلة بهدف القضاء على الفقر، والسعي نحو تحقيق رفاهية الشعوب. ريادة الإمارات من جانبه، قال بيار بو عاصي، إن النازح السوري هو ضحية خروجه من بلاده وضحية واقع اجتماعي، وفقر وعوز وضحية الأحوال الجوية وأمور أخرى. وأكد أن هناك تواصلاً بين جهات لتأمين المساعدة للنازحين السوريين، لاسيما للأطفال والمسنين، وجميع المعرضين للخطر الناتج عن العواصف. من ناحيته، قال معين المرعبي، إن كلمات الشكر لا تفي دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وشعباً حقها التي سارعت لمساعدة النازحين الذين يرتجفون من البرد والصقيع، والذين جرفت السيول خيمهم في العواصف الأخيرة. وقال، «إن دولة الإمارات هي دولة بناء الإنسان وتعزيز التسامح والانفتاح والتطور، حيث كانت ولاتزال السبّاقة في إغاثة الملهوف والمحتاج أينما كان على اختلاف انتماءاته، فالإنسان هو الأساس». ثم تحدث اللواء محمد الخير، معرباً عن شكره لدولة الإمارات لمساعدتها النازحين السوريين في لبنان، وتحديداً بعد العواصف التي ضربت البلاد في الفترة الأخيرة، وكذلك لمساعدة اللبنانيين المتضررين في المناطق كافة. كما أعرب جورج كتاني عن شكره لدولة الإمارات قيادة وشعباً، مشيراً إلى أنه مع بدايات الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 كان الهلال الأحمر الإماراتي الشقيق من أول المبادرين إلى مساعدة الصليب الأحمر اللبناني من خلال تقديمه المساعدات العينية والمالية، وقد استمر تدفق الدعم طيلة مدة الحرب، وما تلاها من تداعيات. توقيت مناسب قال ايمانويل جينياك، إن هذه المساعدات أتت في الوقت المناسب لاسيما بعد العاصفتين اللتين ضربتا لبنان وقد تعاونت المفوضية في هذا الشأن مع الوزارات اللبنانية المختصة، والتي عملت على مدار الساعة لتأمين التدفئة اللازمة بعد الفيضانات التي غمرت المناطق اللبنانية، خصوصاً في عكار وعرسال ووسط البقاع. وأضاف:«نحن كمفوضية للاجئين نقدم دائما كل المساعدات الضرورية قبل العواصف في الشتاء ليتمكن اللاجئ من حماية نفسه حيث ساعدت المفوضية أكثر من ثلاثين ألف عائلة سورية لاجئة في لبنان كما قدمت مساعدات مالية لأكثر من 165 عائلة نازحة وإعالتهم. 1.3 مليون درهم من «خيرية الشارقة» دعمت جمعية الشارقة الخيرية، حملة «الاستجابة الإماراتية شتاء 2019»، للنازحين السوريين في لبنان، بمليون و300 ألف درهم، وزعت من خلالها الأغطية الشتوية الثقيلة والملابس ومواد التدفئة المختلفة والمواد الغذائية. وقال عبد الله مبارك الدخان، الأمين العام للجمعية: انطلقت الحملة بالتعاون مع ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية لسفارة الدولة في لبنان، لدعم الأسر الفقيرة والمحتاجة من النازحين السوريين، والوقوف على أحوالهم، والتعرف على احتياجاتهم التي تتزايد مع حلول فصل الشتاء، مبيناً أن الدعم يأتي استجابة لعمل الخير الذي دأبت عليه دولة الإمارات، بدعم الشرائح كافة، في المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية والمعيشية. وأبدى المستفيدون من جانب النازحين السوريين ارتياحهم وسعادتهم تجاه ما تقدمه جمعية الشارقة الخيرية ودولة الإمارات عموماً، من مساعدات أذهبت عنهم الكثير من الضغوط المعيشية، وأزاحت عنهم الضنك والصعوبات التي تواجههم في فصل الشتاء، ولفتوا إلى أن نوعية المساعدات تعكس مدى اهتمام دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة في بث فعل الخير عبر الاستجابة السريعة في المجالات الصحية والغذائية والتعليمية.

مشاركة :