حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر صحافي تناول خلاله العديد من القضايا الدولية، الحكومة السودانية على احترام حقوق الإنسان وعدم التعامل "بشكل خطر" مع التظاهرات التي تعم مناطق عدة في البلاد. وشدد على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وتنوع مكوناتها، مطالباً ايران بالقيام بـ"دور بناء وايجابي" في كل من سوريا واليمن.وفي مؤتمر صحافي شامل هو الأول له منذ مطلع السنة الجديدة، أكد غوتيريش أن "التحديات العالمية تستوجب حلولاً عالمية، ولا يمكن لأي بلد التصدي لها بمفرده"، مشدداً على أن هناك "حاجة الى تعددية الأطراف أكثر من أي وقت مضى". وأشار في الوقت ذاته إلى "شعور بعدم الثقة بالحكومات والمؤسسات السياسية والمنظمات الدولية" مما "يجعل الناس أهدافا سهلة للقوميين والشعبويين". واعتبر أن "قيمة الأمم المتحدة على الصعيد العالمي، تجلت بالفعل أخيراً على العديد من الجبهات، لا سيما في الموافقة على برنامج عمل اتفاق المناخ في باريس وتبني الاتفاق العالمي للهجرة في كاتوفيتسا (بولونيا) وأيضاً اعتماد الاتفاق العالمي للاجئين"، مضيفاً أن "الزيادة في الدبلوماسية من أجل السلام أدت الى وقف النار في اليمن، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة". ودعا غوتيريش إلى "حشد كل شرائح المجتمع للدفاع عن القيم العالمية، والتصدي على وجه الخصوص لظهور خطاب الكراهية وكراهية الأجانب والتعصب، في الوقت الذي طفت فيه وجهات النظر السامة، على سطح الخطاب السياسي".ورداً على سؤال في شأن موقف الأمم المتحدة من انشاء تركيا منطقة آمنة في شمال سوريا، قال غوتيريش إنه "على رغم عدم وصول أي مبادرة من هذا النوع الى الأمم المتحدة حتى الآن، لكن أي حل في سوريا يجب أن يأخذ بالنظر ثلاثة اعتبارات أساسية، وهي: حماية وحدة أراضي سوريا، والمخاوف الأمنية المشروعة للدول إضافة إلى الإقرار بوجود الاختلافات بين المكونات المتعددة في سوريا والإصغاء إليها".وعن دور المبعوث الخاص إلى سوريا غير بيدرسن وما يمكن القيام به حيال تشكيل اللجنة الدستورية، أكد أن "الأمم المتحدة لم تضع أي حدود زمنية لبدء عمل اللجنة الدستورية السورية"، مشيراً الى أن إطلاق عمل اللجنة سيتصدر مناقشات المبعوث الأممي الجديد خلال زيارته لموسكو. وأضاف أنه تحادث عبر الهاتف مع بيدرسن الذي "أجرى مشاورات بناءة مع الحكومة في دمشق ومع المعارضة أيضاً، ثم سيتوجه إلى موسكو"، كاشفاً أن بيدرسن سيعود الى دمشق بعد زيارته موسكو.وعبر عن "القلق من الوضع في السودان"، مطالباً الحكومة بـ"احترام حقوق الإنسان والإحجام عن أي شكل من أشكال التعامل مع المظاهرات بشكل يقوض تلك الحقوق ويمكن أن يكون خطراً على الناس".ورداً على سؤال "الشرق الأوسط" بخصوص الصواريخ الباليستية الايرانية، قال: "أطالب إيران أن يكون لديها موقف بناء وإيجابي ولا سيما في وضعين تنخرط فيهما بصورة دراماتيكية في المنطقة، وهما اليمن وسوريا".وفي ما يتعلق بالأنفاق التي اكتشفت على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، أجاب أن "إقامة أي نفق لغايات عسكرية في أي بلد ويعبر الحدود الى بلد آخر أمر غير مقبول على الإطلاق. نحن تحققنا من وجود هذه الأنفاق ونددنا بها".وشدد على ضرورة استئناف المفاوضات في شأن نزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية. وقال: "نعتقد أنه حان الوقت لضمان استئناف المحادثات بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية وأن يتم وضع خريطة طريق بوضوح لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي".من جهة أخرى، انتقد غوتيريش"الجهود البطيئة للغاية" التي تبذلها ميانمار للسماح بعودة لاجئي الروهينغيا، الذين يعيش أكثر من 720 ألف شخص منهم في مخيمات في بنغلاديش بعد طردهم من ولاية راخين الشمالية خلال حملة تطهير عرقي عسكرية عام 2017. وقال: "أشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب عدم إحراز تقدم في ما يتعلق بميانمار ومعاناة الناس"، مضيفاً: "نحن نصر على الحاجة الى تهيئة الظروف لهم ليكونوا مستعدين للعودة".
مشاركة :