نظم نادي مكة الثقافي الأدبي، ضمن فعاليات «جماعة أطياف» أخيراً، لقاء حول العلامة الراحل الشيخ عاتق البلادي، تناول ثلاثة وقفات رئيسة كانت مدار اهتمام وموضوع مؤلفات هذا المؤرخ الأديب المكي الراحل، وهي: الرحلات، والأنساب، والتاريخ. وشارك في اللقاء ثلاثة من المهتمين بتراث الشيخ البلادي، والعارفين له، وهم: الدكتور محمد حسين الشريف الحارثي، والأديب بدر اللحياني والصحافي أحمد الأحمدي. وأداره عضو «جماعة أطياف» علي شويمي المطرفي، الذي أشار إلى اهتمام نادي مكة الثقافي الأدبي بمن وظفوا فكرهم ومعرفتهم وثقافاتهم من أجل خدمة مجتمعهم ووطنهم، ويأتي في مقدمة هؤلاء العلامة عاتق البلادي، الذي قدم مؤلفات قيمة، وجهوداً كريمة، خلدت اسمه في سجل الباحثين على المستوى المحلي والعربي والعالمي. ثم تحدث فارس اللقاء الأول الدكتور محمد حسين الشريف الحارثي، عن الشيخ عاتق البلادي، وما أحدثه مع الشيخ حمد الجاسر من حراك ثقافي وفكري وتأليفي غير مسبوق، بجهد مميز، وحرص على المعرفة الدقيقة في تاريخ الجزيرة العربية وتراثها الخالد، موضحاً ما كان يتحلى به الشيخ البلادي من أخلاقيات فاضلة وسلوكيات ملتزمة، وأسلوب حياة زاخر بالاجتهاد والجهاد. وتضمنت مشاركة الدكتور محمد عرضاً تحليلياً لكتاب البلادي «بين مكة واليمن.. رحلات ومشاهدات»، داعياً إلى اهتمام الجامعات والباحثين بتراث هذا العلامة الكبير، وما قدمه من منجزات قيمة. أما الفارس الثاني لهذا اللقاء بدر اللحياني، فقد تناول في مشاركته منهج البلادي ومصادر مؤلفاته، مؤكداً أن من الصعب الإحاطة بها لتنوعها، ولكثرتها، ولقيمتها، فقد تجاوزت الأربعين مؤلفاً «وهي تذكرنا بمؤلفات أسلافنا الذين كانوا يكتبون في موضوعات عدة، وقد اشتهر بمؤلفاته البلدانية، وبمؤلفات التراجم، وتأثر بمن سبقه فيها، مع استخدام المنهج الوصفي». وتحدث اللحياني عن كتابي البلادي «معجم معالم الحجاز»، و«معالم مكة التاريخية والأثرية»، وما فيهما من قيمة علمية وبحثية غير مسبوقة. ويرى البلادي - كما يقول اللحياني - أن كل هذه المنجزات الكبيرة واجب عليه تجاه بلده، وكان يقول: إن أحسنت فيما قدمته فلا أشكر، وإن أخطأت - فيجب أن ألام». ويفخر المشارك الثالث للأمسية الصحافي المخضرم أحمد الأحمدي بأنه أول من أجرى حديثاً صحافياً مع الشيخ البلادي، وذلك عام 1398هـ، تواصلت بعدها علاقته بهذا العلامة العلم حتى وفاته، إذ ألف فيه كتاباً بعنوان «عاتق بن غيث البلادي.. العالم الموسوعي»: «وفاءً وعرفاناً لهذا الرجل الذي يستحق كل الاحترام والتقدير، لما كان يتحلى به من خصال حميدة وعصامية فريدة، إضافة إلى جده وإجتهاده في خدمة تراث أمته وحضارتها، وقد نذر نفسه وحياته لخدمة العلم ونشره». وفي المداخلات طالب خالد الحسيني بضرورة تدريس الرموز أمثال الشيخ عاتق البلادي في المناهج. ونوه الدكتور عبدالله بن حسين الشريف بهذا الزخم المعرفي المتنوع الذي خلفه البلادي، وبمنهجه البحثي المميز. كما تطرقت الدكتورة هيفاء الجهني، إلى إخلاص البلادي في تقديمه للمعرفة بمنهج رائع. وذكّر فاروق باسلامة بالبدايات الصحافية للعلامة البلادي. وأكد الدكتور عبدالعزيز الطلحي على الإضافات التي قدمها الشيخ البلادي في عطائه مادة وأسلوباً، وإثرائه المكتبة العربية بكتبه القيمة.
مشاركة :