يعتقد مطورو هادسون ياردس، مركز التسوق الجديد في مانهاتن، أنهم وجدوا طريقة للاستفادة من الطفرة في التجارة الإلكترونية، وذلك عن طريق هبوط الأسماء الشهيرة في عالم التسوق فقط على الإنترنت إلى واقع ملموس تسمح للمتسوقين بالشراء، مثلما الحال مع المتاجر المعتادة. هذه هي التجربة الكبرى التي تجري في هادسون ياردس، وهو مشروع تجاري وسكني ضخم جديد، مُقام على 18 مليون قدم مربعة في منطقة ويست سايد في نيويورك. ومن المقرر افتتاح المركز التجاري في 15 مارس المقبل، ويقدم المركز التجاري الجديد لعملائه، إلى جانب خدمات التسوق والمقاهي والمطاعم، ساحة خضراء شاسعة، تبلغ مساحتها 5 أفدنة، يُقام فيها نصب تذكاري يدعى «فيسيل»، يمكن الوصول إليه عبر صعود 2500 درجة سلم. وكان كبار تجار التجزئة على الإنترنت قد افتتحوا من قبل متاجر داخل أسواق تجارية في نيويورك، وغيرها من المدن الأميركية الكبرى، ولكنها كانت تستمر لفترة محدودة فقط، وكان يُنظر إليها على أنها نوع للترويج للمنتجات التي يسوقونها عبر متاجرهم الافتراضية على شبكة الإنترنت. وكان ذلك يتم بتخصيص مساحة داخل الأسواق التجارية من 100 إلى 300 قدم مربعة لكل متاجر التجزئة، بالتناوب فيما بينها كل بضعة أشهر. المعاينة على الطبيعة لكن الوضع مع هادسون ياردس مختلف، حيث يسعى مركز التسوق الجديد إلى أن يكون لكل موقع من مواقع تجارة التجزئة على الإنترنت، خاصة الأسماء الشهيرة منها، مساحة ثابتة داخل المركز التجاري، ليتمكن هواة التسوق على الإنترنت من مشاهدة ما يشترونه على الطبيعة ومعاينة البضائع المختلفة كما هي الحال مع المتاجر المعتادة. وتعد تلك الخطوة واحدة من أكبر الرهانات في عالم التسوق خلال السنوات الأخيرة، حيث لا أحد يعلم إذا ما كان ملايين المشترين عبر الإنترنت لديهم الرغبة في الهبوط إلى الشارع والتسوق من متاجر الإنترنت، ولكن بالطريقة التقليدية. ويستهدف هادسون ياردس جميع الأسماء الشهيرة تقريباً من تجار التجزئة على الإنترنت، من جميع التخصصات من صانعي المشروبات، إلى صانعي الأحذية. ويرى عدد من محللي الأسواق أن هذه التجربة الرائدة لو نجحت ستعمل على تغيير نمط التسوق في العالم خلال العقود المقبلة. ولكنهم في الوقت ذاته، تشككوا من إمكانية تحقيق نجاح كبير، خاصة أن التسوق عبر الإنترنت يحقق نجاحاً مستمراً منذ سنوات. ويراهن مطورو هادسون ياردس على نجاح التجربة، بسبب ما اسموه مواجهة ارتفاع التسوق عبر الإنترنت، من خلال إتاحة الفرصة للعملاء لزيارة المتاجر التي تديرها مجموعة واسعة من تجار التجزئة الإلكترونيين الرئيسيين عبر العالم، وسيتم تخصيص مساحات أوسع للمتاجر الإلكترونية داخل مركز التسوق الجديد، بينما العقود لكل متجر لن تقل عن عام. علامات شهيرة ويضم الطابق الثاني في المركز التجاري الذي يستعد لفتح أبوابه في مارس، والذي تبلغ مساحته 77 ألف قدم مربعة، صانع الأحذية إم جيمي الشهير الذي يبيع منتجاته فقط من خلال متجره الإلكتروني، وكذلك شركة رون للأزياء والملابس الراقية، وشركة ستانس للملابس أيضاً، وتاجر الملابس الرجالية على الإنترنت ماك ويلدون. وتقدم هذه الشركات أفضل التجارب وأكثرها شهرة بين العملاء على شبكة الإنترنت، كما يقول إيستي أوتنسوسر، الخبير في تجارة التجزئة، في إحدى الشركات التي تعمل على تطوير وإدارة هادسون ياردس. وأضاف قائلاً: «نريد عرض علامتهم التجارية بطريقة مختلفة ومميزة لا يمكنهم القيام بها خلف شاشات الكمبيوتر.» ولا يعتمد الطابق الثاني لمركز التسوق الجديد فقط على تجار التجزئة عبر الإنترنت لبيع منتجاتهم، فهناك عدد آخر من المتاجر التقليدية الشهيرة والخدمات الأخرى للعملاء مثل المقاهي، وذلك لضمان جذب أكبر عدد ممكن من العملاء إلى هذا الطابق لضمان نجاح هذه التجربة الجديدة. وتبقى هناك مخاوف التجار أنفسهم من فشل التجربة التي ستؤدي حتماً إلى تراجع مبيعاتهم المزدهرة بالفعل على الإنترنت، وعند طرح هذه الفكرة من قبل أشار عدد من المسؤولين عن إدارة المتاجر الإلكترونية الشهيرة إلى أن النجاح من خلال البيع على الإنترنت لا يضمن بالضرورة النجاح في العالم المادي. وربما يكون هذا الرأي أكثر ما يقلق مطورو هادسون ياردس فيما يتعلق بنجاح هذه التجربة الفريدة.