دخل منتخب قيرغيزستان منافسات البطولة، وهو فريق «مجهول» على الساحة الآسيوية، لكنه أكد أن حجم طموحاته كبير، بعدما اقتنص بطاقة التأهل إلى الدور الثاني ليضرب موعداً مع منتخبنا الوطني، في مباراة ستكون مليئة بالتشويق والتحدي للمنتخب الباحث عن تحقيق المفاجأة، بعدما تعلم الدرس جيداً في دور المجموعات. وأكد الروسي ألكساندر كريستينين، مدرب منتخب قيرغيزستان في حديثه الخاص لـ«الاتحاد»، أن منتخبه لا يعرف الخوف بغض النظر عن هوية من سيواجهه، وهو الشعار الذي دخل به البطولة منذ اليوم الأول، ويتطلع للاستمرار به في الأدوار الإقصائية، وقال: واجهنا كوريا الجنوبية والصين والفلبين في الدور الأول، وفي جميع المباريات لعبنا بنفس العزيمة والرغبة للخروج بالنقاط الكاملة، لكن مررنا بظروف مختلفة في كل مباراة ما بين إهدارنا النقاط أمام الصين بأخطائنا المباشرة، ومجاراة كوريا الجنوبية في المباراة الثانية، التي تعد أحد المرشحين للقب، وتحقيق الأهم أمام الفلبين، لذلك سنتابع ذلك أمام الإمارات في الدور الثاني، ونلعب بنفس الروح والتصميم. وتابع: لا يوجد ما نخسره الآن في هذه البطولة، الضغوط ليست علينا، في حال نجحنا في تحقيق إنجاز تاريخي والتقدم لأدوار أخرى في البطولة ستكون فرحة كبيرة، سواء لنا كمجموعة أو البلاد بأكملها، وفي حال لم نتمكن من تحقيق ذلك، يكفينا أننا حاولنا بقوة على الأقل، لكي نخرج راضين عن أنفسنا من الملعب عند إطلاق الحكم صافرة النهاية. وكشف مدرب قيرغيزستان أن المشاركة في البطولة الآسيوية حدث غير عادي عموماً، وأنه سيغير تاريخ الرياضة في البلاد إلى الأبد، نظراً لكونها أول بطولة كبرى يشارك فيها منتخب كرة القدم، حيث تقع قيرغيزستان في المنطقة الوسطى للقارة الآسيوية، وتاريخياً كانت جزءاً من طريق الحرير، وهي بقيت غائبة عن الساحة الكروية فترة طويلة من الزمن حتى بدأت بالتقدم والتطور تدريجياً حتى حجزت بطاقة التأهل للنهائيات الآسيوية. وقال المدرب كريستينين: حينما خضنا أول مباراة في البطولة، فإن تلك اللحظة لم تكن عادية في قيرغيزستان، ذلك اليوم سيدون في أجندة الأحداث التاريخية للدولة، وهو أمر يهم البلاد بأكملها وليس الشارع الرياضي فقط، إنها أول بطولة كبيرة يشارك فيها المنتخب، وحالياً نعيش تجربة جديدة لنا جميعاً، سواء كلاعبين أو حتى جماهير انتظرت هذه اللحظة وقت طويل للغاية، وهي تعيشها بلحظاتها المرتبطة بها من حيث أوقات الحزن عند الخسارة والفرح عند الفوز والصعود إلى الدور الثاني، هذه المشاعر في كرة القدم ترتبط بجوانب مختلفة في الحياة وتؤثر بصورة إيجابية على البلاد، ونتمنى أن نجدد الفرحة لهم مرة أخرى في المباراة المقبلة رغم إدراكنا أن المهمة ليست سهلة أمام صاحب الأرض والجمهور. وأكد المدرب أنه حدد مع لاعبيه سابقاً أن الهدف الأول هو الوصول إلى الأدوار الإقصائية في هذه البطولة، وأنه بعد ذلك فإن أي أمر سيتحقق سيكون بمثابة مكافأة إضافية، وقال: أردنا أن يشعر شعب قيرغيزستان بالفخر من أدائنا في البطولة، بذلنا قصارى جهدنا، وحققنا المطلوب منا في مجموعة صعبة، المهمة ليست سهلة في بطولة ستزداد قوة مع التقدم بالأدوار الإقصائية، لكننا ندرك أننا لسنا مطالبين باللقب. وتابع: أثق تماماً وأؤمن بقدرات المجموعة بأكملها، ولدي تفاؤل بأنهم قادرون على تحقيق أكثر من ذلك في حال لعبوا بالتركيز المطلوب منهم. وأشار المدرب أن منتخب «الصقور البيضاء»، استفاد من تجاربه أمام منتخبات تمتلك مشاريع كبيرة، سواء في تطوير مسابقاتها المحلية، أو على صعيد احتراف لاعبيها، وتحديداً أمام الصين التي أنفقت مبالغ ضخمة مؤخراً لتطوير دوريها المحلي، ومنح اللاعبين المحليين فرصة الاحتكاك معهم، وكوريا الجنوبية التي يحترف عدد كبير من لاعبيها في الدوريات الأوروبية، فيما ستكون المواجهة المقبلة أمام الإمارات التي تمتلك الدوري المصنف الأول آسيوياً، والتي تضم فرق تنافس على لقب البطولة القارية سنوياً، إلى جانب إنجاز العين مؤخراً، وهو ما يجعل من الأمر تجربة غنية حتى للاتحاد المحلي للاطلاع على عمل هذه الاتحادات الأخرى. وقال: كرة القدم في قيرغيزستان بحاجة إلى الاستثمار في البنية التحتية والأندية والأكاديميات في حال أرادت البقاء ضمن صفوة المنتخبات الآسيوية والاستمرار بالتأهل إلى نهائيات أمم آسيا، والتفكير بما هو أبعد في تصفيات كأس آسيا، هناك عمل كبير ينتظرنا، ويجب أن نضع مشروع أكبر مما قمنا به على مدار السنوات الماضية التي ارتقينا فيها بأداء المنتخب. وأضاف: العمل يجب أن يتواصل ولا يتوقف بعد الوصول إلى كأس آسيا، يجب أن تكون هذه محطة انطلاقة نحو المزيد من الإنجازات والتطور في الأداء، هناك مواهب في قيرغيزستان إمكانيات يجب أن يتم استخراج أفضل ما لديها بالشكل الصحيح من أجل البقاء والمنافسة على الساحة الآسيوية. ورفض المدرب منح النجومية للاعب بعينه في منتخبه بغض النظر عن «الهاتريك»، الذي سجله فيتالي لوكس، وقال: قوتنا في المجموعة بأكملها، نلعب بتنظيم وأداء جماعي، ونحقق النتائج المأمولة بفضل التزام الجميع، ولا ننتظر أداء فردي من لاعب معين، هذا سر قوتنا في السنوات الماضية. ورداً على سؤال عن مصيره مع المنتخب ما بين الاستمرار أو الرحيل عقب البطولة، قال: أي أمر يتعلق بمصيري مؤجل لما بعد النهائيات، لا يهم مصيري الآن بقدر التركيز مع المنتخب وحصد النتائج المأمولة، الأولوية للمنتخب فقط. وتوقع المدرب أن تكون البطولة الحالية مفتوحة على كافة الاحتمالات حول هوية البطل، وقال: أرى أن كوريا الجنوبية واليابان وإيران الأقرب لحصد اللقب، لكن بالنظر لعدد الفرق المشاركة وهويتها ونظام البطولة، فإن جميع الاحتمالات مفتوحة، والمفاجآت واردة بقوة في هذه النسخة. المواهب تختصر الزمن أكد مدرب قيرغيزستان، أن تعزيز المنتخب بعدد من المواهب في السنوات الماضية ساهم في اختصار الزمن على الفريق للتواجد بقوة على الساحة الآسيوية، وذلك من خلال ضم عدد من أفضل اللاعبين الذين تعود أصولهم إلى قيرغيزستان ويلعبون في أوروبا، ومنهم فيتالي لوكس هداف الفريق تحديداً، والمدافع ماير، الذي يغيب عن البطولة بداعي الإصابة، إلى جانب تجنيس الغاني دانيل توجوي قبل نحو خمس سنوات، لكنه يتطلع في الفترة المقبلة لتجديد حيوية المنتخب بالمواهب الشابة. وقال كريستنتين: الحل الذي قمنا به يعتبر مؤقتاً، ويجب أن نضع حلاً دائماً من أجل البقاء في دائرة المنافسة، وأعتقد أن النجاح في هذه البطولة سيكون مفتاحاً مهماً لجذب المزيد من الناشئين لممارسة كرة القدم. 23 مباراة من أجل النهائيات شارك منتخب قيرغيزستان في نهائيات كأس آسيا 2019، بعدما فشل الفريق في 6 محاولات سابقة من التصفيات المؤهلة إلى نسخة الإمارات، وفي محاولاته من أجل الظهور في الحدث القاري الكبير، خاض الفريق 23 مباراة حتى تمكن أخيراً من حجز مقعده في النهائيات. ألكساندر كريستينين العمر: 40 عاماً الجنسية: روسيا أبرز الأندية التي دربها: نيفتشي القيرغيزستاني بداية تدريب المنتخب: 2014 سجله مع المنتخب المباريات: 36 الفوز: 17 التعادل: 5 الخسارة: 14
مشاركة :