حذر خبير بارز في منظمة الصحة العالمية WHO من خطورة التغيرات المناخية وانعكاساتها على الأوضاع الصحية في القارة الأفريقية ولاسيما على صعيد الأمراض المنقولة عبر الحشرات الماصة للدماء، مؤكداً أن تكرار الأمراض والأوبئة التي تسببها تلك الحشرات باتت أكثر تكراراً مما مضى.وقال مدير الحالات الطارئة في أفريقيا بمنظمة الصحة العالمية، د.إبراهيما سوسي فول، إن هناك براهين تشير إلى أن التغيرات المناخية، بالإضافة إلى التحركات السكانية من منطقة لأخرى، والافتقار إلى التخطيط الحضري، تساهم في حدوث تلك الأزمات الصحية التي تلقي بأعباء اجتماعية واقتصادية على كاهل الفئات السكانية الأكثر هشاشة وعرضة للأزمات في البلدان ذات القدرات المتدنية، لافتا إلى أن تلك الأعباء ربما تضر بقدرة العديد من الدول الأفريقية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.وذهب الخبير الدولي بتحذيراته إلى مدى أبعد ، مؤكداً أن "الأوبئة، والحالات الطارئة الصحية، وضعف الأنظمة الصحية، لا تزهق المزيد من الأرواح فحسب، بل هي تعد أيضاً من أهم المخاطر التي يواجهها الاقتصاد والأمن العالميين في وقتنا الحاضر."، وقال "بات من الضروري للغاية أن يطور مسؤولو الصحة العامة الأفارقة استتراتيجيات تعزيز تعمل على تخفيض معدلات تعرض السكان لتهديدات التغيرات المناخية وتداعياتها مع زيادة المجتمعات على الصمود." كانت تقرير صحي عالمي أعدته لجنة عبر حكومية حول تغيرات المناخ IPCC، تناول بقدر من التفصيل آثار ارتفاع درجات حرارة الأرض وانعكاساتها، قائلاً "هناك دليل قوي على أن التغير في أحوال الطقس المصاحبة للتغير المناخي تؤدي إلى تحول في النطاقات الجغرافية، والمواسم، مدى كثافة انتقال الأمراض المعدية المرتبطة بالاحوال المناخية."، لافتاً إلى أن هناك أعداداً إضافية من البشر على سطح الأرض باتوا أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض معدية أخرى بما فيها التي تسببها الحشرات مثل الملاريا وحمى الضنك، والأمراض التي تسببها تلوث المياة مثل الكوليرا والتيفود والإسهال وأمراض الكبد.وأشار التقرير إلى أنه علاوة على الأمراض المعدية، فإن التغيرات المناخية تشكل مصدراً لمخاطر صحية أخرى ناجمة عن زيادة الفيضانات، وارتفاع مستوى مياه البحار، وتضاؤل جودة الهواء، وانعدام الأمن الغذائي.
مشاركة :