بعد أن شهدت الساحة الرياضيه تراجعاً مخيفاً لأندية ومنتخبات الوطن في المنافسات الدولية.. لن أتطرق اليوم إلى أخطاء اتحاد كرة القدم والإخفاقات التي سببت هذا التراجع بشكل ملحوظ, لأن "الضرب في الميت حرام"، بل سأتطرق للنواة الحقيقية للأندية والمنتخبات، وهم اللاعبون الذين ارتفعت سقف عقودهم وبشكل خرافي, بينما انخفض أداؤهم وبشكل مخيف في جميع المحافل المحلية والدولية. لم يحظَ اللاعب السعودي في الماضي بمقدمات عقود أو رواتب فلكية .. ولكن كان شعاره الإخلاص لناديه ومحاولة إسعاد الجماهير، وفي داخله حلم ارتداء القميص الأخضر والوصول لتمثيل المنتخب والقتال لأجل الوطن، حتى ولو تلطخت ملابسه بالطين أو اختلطت بالدم. لقد كان لدينا أجيال بعد جيل افتخرنا بهم عبر الزمان .. إلى أن ظهر لدينا جيل البلاي ستيشن والتويتر والفيس بوك والكدش والملابس الممزقة .. وارتفعت سقف طموحاتهم للتوقيع بأعلى الأرقام، ولكن!! للأسف بالمقابل كان الأداء باهت وهزيل, سواء في الأندية أو المنتخبات .. فارتفعت الآهات وزادت الأوجاع بعد أن تعودنا على الخسائر خارجياً, بل وحتى مسابقاتنا المحلية أصبحت تفتقر فنياً للجمل التكتيكية الرائعة التي كنا نستمتع بها في الماضي القريب.. وأصبح أغلب المباريات دون لون أو طعم أو رائحة، باستثناء بعض مباريات الديربي أو الكلاسيكو. على لاعبي جميع الأندية مراجعة حساباتهم والتفكير بجدية في الاحتراف الخارجي, الذي لن يتحقق إلا بالعطاء والقتال بالملعب وبالظهور المشرف في المسابقات الخارجية مع أنديتهم أو مع المنتخب .. وهذا لن يتحقق إلا بالبعد عن السهر والانضباطية والتغذية السليمة.. ويجب أن ترتفع سقف طموحات هؤلاء الشباب للمشاركة مع الأندية الأوروبية وعندها سيحصلون على مبالغ تفوق الخيال، ولكن!! عليهم العمل على تطوير أنفسهم والتركيز بالملعب، ومراقبة تصرفاتهم خارج الملعب, لأن جميع الأنظار صوبهم، وهذه هي ضريبة الشهرة.. رسالة من القلب لهذا الجيل من اللاعبين : "لازال الأمل معقوداً عليكم لرسم إنجازات جديدة للوطن، لو استشعرتم حجم المسؤولية الملقاة عليكم، وبذلتم الغالي والرخيص لإسعاد الجماهير .. وعندها لن نتساءل مجدداً : إيش اللّي صار ؟؟ لاعبونا في انحدار!!
مشاركة :