قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إن شعبًا مسيحيًّا متجدّدًا وغنيًّا بتبادل المواهب سيكون شعبًا قادرًا على السير بخطوات ثابتة وواثقة على الدرب التي تقود إلى الوحدة.وأضاف البابا، في بازيليك القديس بولس بالفاتيكان، فى الصلاة التى ترأسها خلال بداية أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين والذى يستمر حتى 25 من يناير الجاري، يبدأ اليوم أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين الذي ندعى فيه جميعًا لنبتهل من الله هذه العطيّة الكبيرة.واستطرد بابا الفاتيكان: وحدة المسيحيين هي ثمرة نعمة الله وعلينا أن نُعدَّ أنفسنا لكي نقبلها بقلب سخيٍّ وجاهز. وأكد أن: عطيّة كلُّ فرد ستكون بقدر البركة التي سيكون قد نالها من الرب، مضيفًا أن مسيحيي أندونيسيا في تأمّلهم حول اختيار موضوع هذا الأسبوع للصلاة من أجل الوحدة قرروا أن يستلهموا من كلمات سفر تثنية الاشتراع: "العَدلَ العَدلَ تَتَّبِعُ". وأكمل: في هذه الكلمات نجد حيًا القلق بأنَّ النمو الاقتصادي في بلدهم إذ يحركّه منطق المنافسة يترك كثيرين في الفقر ويسمح لقليلين فقط بالاغتناء بشكل كبير، ولكن هذا الأمر لا يصلح فقط لأندونيسيا إذ نجد هذا الوضع في باقي بلدان العالم أيضًا. وأكمل: عندما لا يعود مبدأ التضامن والخير العام أساسًا للمجتمع نشهد على فضيحة أشخاص يعيشون في الفقر المدقع بجانب ناطحات سحاب وفنادق فخمة ومراكز تجارية مترفة، علامات غنى مذهلة. لقد نسينا حكمة شريعة موسى، التي وبحسبها إن لم تتم مقاسمة الغنى ينقسم المجتمع.أضاف البابا فرنسيس: فى رسالة بولس الرسول إلى أهل روما يُطبّق القديس بولس المنطق عينه على الجماعة المسيحية على الأقوياء أن يعتنوا بالضعفاء، إن السعي إِلى ما يَطيبُ لأَنْفُسِنا ليس أمرًا مسيحيًّا.وتابع: في الواقع باتباع مثال المسيح علينا أن نجتهد لنبني الضعفاء، على التضامن والمسؤوليّة المشتركة أن تكونا الشريعتان اللتان تعضدان العائلة المسيحية. وأوضح: كشعب الله المقدّس نحن أيضًا على الدوام نهمُّ بالدخول إلى الملكوت الذي وعدنا به الرب، ولكن بما أننا منقسمون فنحن بحاجة لأن نتذكّر الدعوة إلى العدل التي وجّهها الله لنا، مشددًا: نجد بين المسيحيين أيضًا خطر بأن يسود وهو ننسى الضعفاء والمعوزين في محاولة إدِّخار الأموال.تابع بابا الفاتيكان: إنها خطيئة خطيرة أن نخفف أو نزدري العطايا التي منحها الله للإخوة الآخرين، معتقدين أنّهم بطريقة أو بأخرى أقلَّ تفضيلًا من قبل الله، وإن غذّينا أفكارًا مماثلة نسمح بأن تصبح النعمة التي نلناها مصدر كبرياء وظلم وانقسام.ولفت البابا فرنسيس إلى أن إن العبادة التي تليق بذلك الملكوت والعبادة التي تتطلّبها العدالة هي عيد يشمل الجميع، عيد تكون فيه العطايا التي نلناها متقاسمة وفي متناول الجميع، وعلينا أن نعترف بقيمة النعمة التي مُنحت للجماعات المسيحيّة الأخرى وبالتالي ستكون لنا الرغبة في المشاركة في مواهب الآخرين.
مشاركة :