جال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، في منطقة أم غافة. وزار «عود الراحة» في مدينة العين، وهو موقع تحت شجرة السمر، التي استراح عندها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 1978، خلال إحدى جولاته التفقدية، وأطلق عليها اسم «عود الراحة». وأعرب سموّه عن سعادته بالزيارة، مؤكداً في تغريدة له على «تويتر»، أن زيارات المغفور له الشيخ زايد شكّلت نقاط تحوّل كبيرة في تاريخ المناطق التي زارها. وقال: «زرت (عود الراحة) في (أم غافة) بعد 41 عاماً من أول زيارة قام بها الوالد زايد بعد الاتحاد. زياراته المتعدّدة على امتداد الوطن شكّلت نقطة تحوّل كبيرة لخير الوطن والمواطنين. فرحة المؤسِّس نتلمسها اليوم ونحن نشاهد بعز وفخر نظرته الثاقبة في بناء الإنسان والعمران». والتقى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال الجولة، عدداً من أهالي المنطقة، وتبادل معهم الحديث حول ذكريات وماضي منطقة أم غافة وسكانها، وكيف كانت زيارة المغفور له الشيخ زايد إليها فاتحة خير لأهلها، حيث تحوّلت من صحراء إلى منطقة نابضة بالحياة، عمرت بالمنازل والمدارس والمزارع، وغيرها من مظاهر الحضارة التي تشهدها بلادنا كافة. وأعرب سموّه عن سعادته بزيارة المنطقة ولقاء أهلها، وعن فخره بحرصهم على إبراز معالمها التاريخية والطبيعية، والمحافظة عليها، لافتاً سموّه إلى أنها توثق لتاريخ ومراحل مهمة من مسيرة تأسيس الوطن، بما يغرس في نفوس الأجيال قيم الاعتزاز بماضي أجدادهم العريق، وأهمية دورهم في الحفاظ على المكتسبات الوطنية التي تحققت على مر الزمان. وتضمّنت جولة سموّه زيارة موقع مدافن جبل حفيت التاريخي في مدينة العين، والاطلاع على مشروع منتزه مزيد الصحراوي. ويعود تاريخ الموقع إلى العصر البرونزي (2700 ــ 3000 قبل الميلاد). رافق سموه خلال الزيارة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، مدير تنفيذي مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي. وتعرف سموه خلال الجولة من رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، محمد خليفة المبارك، إلى خطط ومبادرات الحفاظ على التراث الوطني بشقيه المادي والمعنوي، ومنها هذه المنطقة التي تعد معلماً ومقصداً سياحياً وأثرياً للزوار. وأكد سموه أن المحافظة على طابع مدينة العين التاريخي وجميع الآثار فيها.. رؤية بدأ تنفيذها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لإدراكه الواسع لأهمية التاريخ والتراث الحضاري الإنساني والمحافظة عليه، مشيراً إلى ما أن تضمه المدينة من مواقع أثرية وتاريخية وحضارية، تنقل صورة الحياة في هذه المنطقة إلى العالم، خلال آلاف السنين. ونوه سموه بأن منطقة العين تتميز بتاريخها الطبيعي الغني والممتد إلى عصور موغلة في القدم، الأمر الذي يحتم علينا الحفاظ على مواقعها المتنوعة، فهي تثري التجربة الإنسانية عموماً، وتكشف عن تاريخ الأجداد العريق وكيفية تعايشهم مع مختلف الظروف الطبيعية، خلال مراحل مختلفة من الزمن. وأكد سموه أن الحفاظ على البيئة الطبيعية، بمكوناتها الفريدة والتي تحمل عناصر مهمة من التراث الثقافي العريق، يعد من الأولويات الرامية إلى حماية الموارد الطبيعية وتنميتها. يذكر أن موقع المدافن - الذي يقع قرب سفح جبل حفيت - عثر فيه على أكثر من 125 مدفناً، وفي داخلها عثر على بعض النحاسيات والأواني الفخارية والخرز الملون.. فمنذ نحو 5000 سنة اختار سكان المنطقة الأوائل الجرف الشمالي والمنحدرات الشرقية لهذا الجبل لدفن موتاهم. وكانت المدافن من أول المواقع الأثرية التي جرت عمليات التنقيب فيها خلال ستينات القرن الماضي، بعد جزيرة أم النار من قبل بعثة الآثار الدنماركية. كما اطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من خلال لوحات العرض، على مشروع منتزه مزيد الصحراوي، تحت الإنشاء. وفي إطار تعزيز التواصل بين القيادة والمواطنين، حضر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمس، مأدبة غداء أقامها تكريماً لسموّه، جمعة سعيد حارب العميمي، في منزله، بمنطقة القطارة في مدينة العين. كما زار صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمس، مطر خلفان النيادي، في منزله، بمنطقة ملاقط في مدينة العين. «زيارة الشيخ زايد إلى (أم غافة).. كانت فاتحة خير لأهلها، حيث تحوّلت من صحراء إلى منطقة نابضة بالحياة».طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :