إعداد:  إبراهيم باهو من منا لم يعد يستخدم الملعقة والشوكة لتناول طعامه، والاستمتاع به؟ فهما ذاتا تاريخ قديم، ومن أساسيات كل منزل، ومطعم، وفندق، وغيرتا أسلوب حياتنا بأكمله، ونستخدمهما على مدار اليوم. ربما لا يعلم الكثيرون بأن لأدوات الطهي تاريخاً ممتداً منذ آلاف السنين، ووفقاً للكاتبة البريطانية لي ويلسون التي تسرد في كتابها «انظر إلى الشوكة: تاريخ من الاختراعات داخل المطبخ»، فإن مسار تطورها يعود تاريخ هذه الأدوات إلى ما قبل الميلاد. وتشير الاكتشافات الأثرية إلى أن أولى نماذج الشَوْكة كانت مصنوعة من العظام وتعود للعصر البرونزي (3300-1200 قبل الميلاد) وعثر على الكثير منها في مناطق بالصين، خاصة أراضي أسرة «شانج» بوادي النهر الأصفر، كما أن المصريين القدماء استخدموا أنواعاً كبيرة، بعدها ظهرت المصنوعة من الحجر واستخدمها شعب «سلالة هان»، ثاني سلالات الإمبراطورية الصينية، من 202 قبل الميلاد، إلى 221 بعد الميلاد. أما الشّوك المصنوعة من المعدن وخاصة البرونزية والفضية، فاستخدمت لأول مرة في الإمبراطورية الرومانية، وكانت في بدايتها تستخدم كأداة لتناول الطعام من قبل الطبقات الغنية والوسطى فقط، إلا أن الأمر تغير مع تقدم الزمن حيث انتشرت بعدها بين العامة، ووفقاً لموسوعة ويكيبيديا انتشرت الشوكة على نطاق واسع في الشرق الأوسط في القرن العاشر. ويقال إن شعبيتها انتشرت بشكل كبير لدى الإيطاليين، ومن ثم المجتمعات الغربية بسبب «الباستا»، إذ قدمت الإمبراطورة الرومانية ثيوفانو، زوجة الإمبراطور أوتو الثاني الشّوك على طاولات الطعام خلال حفل عشاء لضيوف غربيين فأثارت دهشتهم. أما الملاعق فظهرت في البداية لدى المصريين القدماء، وكانت مصنوعة من العاج، والخشب، وحجر الصوان، والأردواز، أو السجيل، وكانت الأصناف اليونانية والرومانية من البرونز والفضة والسيراميك، والصينيين استخدموها من العظام في عهد أسرة شانج. ووفقاً للمؤرخين استخدمت الملاعق لتناول الحساء، وبدأت بالانتشار في بريطانيا في عهد الملك إدوارد الأول (1272 - 1307م)، واستخدموها في مراسم احتفالات تتويج ملوك بريطانيا. اليوم أصبح لتناول الطعام بالشوكة والمعلقة قواعد عامة أصبحت منتشرة في الكثير من أنحاء العالم.