لا أدري كيف تحوَّل السوري الدولي والمهاجم الموهوب عمر خريبين خلال أشهرٍ قليلة من أفضل لاعب في أكبر قارة إلى لاعبٍ غير مرغوبٍ به في الهلال ومعروض للانتقال كل يوم هو في فريق حسب أخبار الصحف؟!. ما أعرفه جيَّدًا أنَّ خريبين مكسب على الصعيد الفني لأي فريقٍ يتواجد به وخسارته خسارة كبيرة؛ كما أنِّي لا أشك لحظة أنَّ قرار إبعاده عن الفريق الأزرق ليس قرارًا فنيًا خالصًا؛ بل ساهمت فيه أمور أخرى بعضها يتعلق باللاعب نفسه وشخصيته وسلوكه خارج المستطيل الأخضر.   لن أدافع عن أحدٍ هنا، ولن أتهم أحدًا؛ بل سأحاول إعطاء تصور وقراءة لما حدث، مع نصيحة محب للكيان الأزرق أولًا، وللاعب الذي قدم للهلال الكثير في موسمين وساهم بفعالية مع زملائه في تحقيق بطولتي دوري بعد غياب 5 سنوات، والوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا الذي كان من أهم أسباب ضياعه بعد إصابة إدواردو في بداية لقاء الذهاب خروج خريبين المماثل في الإياب!.   بداية القصة كما أعلم من مصادر مطلعة وموثوقة كانت عدم قناعة كافية من المدرب البرتغالي الجديد حينها جورجي جيسوس باللاعب الذي أبدى تحفظه على أن يكون احتياطا لريفاس تحديدًا معللًا ذلك بأنَّه الأحق والأجدر وأنَّ عمره الصغير وطموحه يجبرانه على رفض هذا الوضع، وبدلًا من مضاعفة الجهود في التدريبات والمباريات قرر خريبين الانسحاب والاستسلام بل والتهرب من المشاركة والهروب من الدكة بطرق مختلفة أغضبت العجوز البرتغالي الذي اعتبر تلك التصرفات عصيانًا يستوجب الإبعاد النهائي؛ وظهر عجز الجهاز الإداري عن تقريب وجهات النظر وفتح صفحة جديدة بين اللاعب والمدرب، ليتحول الأمر لاحقًا لخلاف بين اللاعب والإدارة التي رفضت حتى إعادة النظر في أمر بقاء خريبين وسارعت لجلب الإسباني سوريانو بديلًا له كأولى صفقات الشتاء وأسرعها حسمًا!. قصة خريبين مع الهلال انتهت رسميًا هذا الموسم، ومناقشة أمر استمراره تكاد تكون مضيعة للوقت؛ وسواءً اتفقنا أو اختلفنا في صحة هذا القرار، وسواءً كان قرارًا فنيًا أو إداريًا يجب على جميع الهلاليين التعامل مع الأمر بواقعية وعقلانية والتوقف عن البكاء على اللبن المسكوب واستعادة ذكريات ولقطات وأهداف وأرقام اللاعب مع الهلال، أو مقارنة اللاعب البديل به مع كل هجمة وفرصة أو عثرة وخسارة، لكنِّي في المقابل أطالب إدارة الهلال برئاسة الأمير محمد بن فيصل بأن تبقي على خط رجعة عبر إعارة خريبين وليس بيعه، خصوصًا أنَّ علاقة الفريق بالمدرب جيسوس الذي وضع الخطوط العريضة لهذا الإبعاد لا تبدو علاقة متينة وقوية وطويلة المدى، بل هي على كفِّ عفريت، كما أنَّ الإدارة الحالية (مكلفة) وليس لها خطط واضحة للبقاء طويلًا. الهلال خسر خريبين هذا الموسم لأسباب فنية وغير فنية ساهم بها مدرب صاحب قناعاتٍ غريبة، ولاعب افتقد للصبر والشجاعة والثقة والإصرار، وإدارة عجزت عن رتق رقعة الخلاف بل دخلت مع الوقت كطرفٍ فيه؛ لكن المهم هو ألا يخسر الهلال بشكلٍ نهائي لاعبًا بحجم وموهبة خريبين وعمره الصغير، والحل هو في إعارته وعدم بيعه، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.