• لا أدري لماذا نسبق كلمة المدير بـ «سعادة»، بينما بعضهم ليس إلا «تعاسة» على المؤسسة الحكومية التي يتولى إدارتها، و»تعاسة» على مستفيدي الخدمة من تلك المؤسسة الحكومية؟ • كثيرون يقولون إن منصب «المدير» تكليف لا تشريف، وأعتقد أن كثيرين يقولون ذلك من باب «العرف» الذي توارثه المديرون للاستهلاك الكلامي في المحافل، لكن الحقيقة أن بعضهم يعتبرها «سعادة» له ولمن حوله من ذوي القربى والصداقة، بدليل أن كثيرا منهم لا يترك المنصب إلا متقاعدا - وربما بعد أن يطلب تمديدا لأكثر من مرة - أو يتركها مجبرا بقرار إعفاء. لم أر مديرا يقدم خطة عمل بزمن محدد ثم يتفاخر بإتمامها أو ينصرف بعدما يعجز عن تنفيذها! • بعضهم أمضى نصف خدمته الوظيفية مديرا وخرج منها متقاعدا ولم يتغير في إدارته إلا مكتبه الذي يجدد كل فترة، وخرج منها كما هو لم يرهقه شيء سوى بعض «الشيب» الذي لولا عامل الزمن لما داهمه لما يعيشه من رفاهية وراحة في منصبه! • تخيل فقط لو أن كلمة «سعادة» لا تمنح للمدير إلا بعد أن يغادر منصبه إن كان يستحق، كم تتوقع منهم سينالها بتقييم صادق ومستحق؟ • قصص كثيرة نراها لمديرين يمضون عمرا على الكراسي ولا يقدمون شيئا يذكر، بل إنهم حتى لا يؤهلون قياديين في إداراتهم، وكأن ذلك يجعلهم يتذكرون أن ساعة الرحيل قادمة لا محالة مهما طال الزمن، فبعضهم لا يؤمن بخلق صف ثان من قياديي إدارتهم، وربما ذلك يشعرهم بطول البقاء على الكرسي رغم أنه لا يزيد في عمر بقائهم شيئا، فسن الـ 60 قادمة بلا شك! • «شهوة الإدارة» تسيطر على بعض أصحاب المناصب، فقد رأيت مديرا وصل سن التقاعد فخرج بإجازة تمتد حتى موعد التقاعد القريب جدا، وكلف نائبه مديرا مكانه، لكنه بعد أيام عاد ومارس بعض مهام المدير ووقع اتفاقيات والتقط بعض الصور وبث الخبر عبر العلاقات العامة في إدارته.. ألا يعني ذلك أن «شهوة الإدارة» داهمته لحظة فراغ فعاد تلبية لتلك الرغبة قبل أن تحين المغادرة وينتهي تكليفه؟! • ورأيت مديرا أمضى 20 عاما مديرا، لكنه لم يغادر الكرسي متقاعدا إلا بعد طلبات تمديد الخدمة لأكثر من مرة حتى استنفد كل الطلبات.. ألا يعني ذلك أنه يعتبر المنصب تشريفا لا تكليفا؟ أليس من يعتبره تكليفا يفرح بزوال التكليف ويطمع بالراحة بعدما أمضى عمرا مديدا في ذلك التكليف؟! • المدير الصادق في قوله إن الإدارة تكليف وليست تشريفا هو الذي تجد مكتبه مثل مكاتب جميع موظفي إدارته، وهو الذي يعمل عدد ساعات مثل موظفي إدارته إن لم يتجاوزهم، ولا أعني بذلك أن يبقى في مكتبه مساء ويحرص أن يصرف لنفسه «خارج دوام»! (بين قوسين) • أعرف صديقا قديما جدا منذ عرفته وهو مدير ولا يزال، إذا مدحت عملا له نهرني وأكد لي أنه لا يرغب بالمديح، بل يريد النقد البناء فقط، وكلما انتقدت عملا لإدارته غضب مني وأحيانا يخاصمني! fwz14@
مشاركة :