أعلنت دائرة النقل في أبوظبي عن تفاصيل خططها المستقبلية على المدى القصير والمتوسط وطويل الأمد لتخفيف الازدحام المروري على شارع الشيخ زايد بن سلطان، الذي يشهد حركة مرورية كثيفة باعتباره الطريق الداخلي السريع الوحيد بطول جزيرة أبوظبي. وقال بدر مطر القمزي، رئيس فريق الطرق في مركز النقل المتكامل التابع لدائرة النقل في أبوظبي، إن الخطط المستقبلية التي وضعتها الدائرة تتناسب مع خطة النقل البري 2030 وتستند إلى نتائج مسح مروري امتد منذ عام 2015 وحتى 2018 على شارع الشيخ زايد، أظهرت أن الشارع يعاني من حركة مرورية عالية في أوقات الذروة تفوق قدرة الشارع الاستيعابية، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الخدمة وتشكل الازدحامات المرورية وازدياد عدد الحوادث. وبين القمزي لـ«الاتحاد» أنه تم رصد 10 مواقع للاختناقات المرورية على شارع الشيخ زايد بواقع 5 مواقع للاتجاه إلى الداخل و5 مواقع للاتجاه إلى الخارج، خلال فترة الذروة الصباحية والمسائية. وأوضح القمزي أن الازدحام المروري على الشارع يتشكل عندما تصل أو تفوق الأحجام المرورية على شارع الشيخ زايد القدرة الاستيعابية له والمقدرة بـ8400 مركبة لأربع حارات، فيما تصل الأحجام المرورية إلى 9470 مركبة في الساعة باتجاه الداخل خلال ساعات الذروة، و9530 مركبة بالساعة باتجاه الخارج ما يفوق القدرة الاستيعابية للطريق. وأضاف :«من الأسباب الأخرى وجود مخرج وحيد من نفق الشيخ زايد باتجاه الداخل إلى جزيرة الريم ومنطقة الزاهية ومركز المدينة، ما يؤدي إلى تكدس المركبات على مخرج جزيرة الريم قبل مدخل نفق الشيخ زايد بن سلطان، حيث تصل الأحجام المرورية في ساعة الذروة الصباحية إلى 3950 مركبة في الساعة على حارتين، ما يفوق القدرة الاستيعابية والمقدرة بـ3000 مركبة بالساعة». وقال: «يعتبر وجود عدد كبير من الحافلات التي تقل العمال خلال ساعة الذروة وتقدر بحوالي 600 حافلة بالاتجاه الواحد، حسب التعداد المروري، من الأسباب التي تؤدي إلى الازدحام على الشارع، بالإضافة إلى وجود نسبة ملحوظة من الشاحنات المتوسطة والثقيلة على الطريق، على الرغم من الحظر المطبق سابقاً الذي كان ما بين الساعة السادسة إلى الثامنة صباحاً، كما أن حركة الحافلات للمدارس عالية جداً على شارع الشيخ زايد وحركة تداخل المركبات من وإلى الطرق الجانبية على هذا الشارع». وأشار القمزي إلى أن الدائرة نفذت عدداً من الحلول التي ساهمت على المدى القصير في تحسين الوضع الحالي على امتداد الطريق كونه أحد أهم الطرق الرئيسية لإمارة أبوظبي، ومنها تحديد ساعات حركة حافلات عماّل المقاولات في جزيرة أبوظبي على الشوارع الرئيسية إلى قبل أو بعد ساعات الذروة الصباحية والمسائية ومساواتها بساعات تنقل الشاحنات داخل جزيرة أبوظبي 6:30 - 9:00 صباحاً 3:00 – 6:00 مساءً، وتوحيد السرعة على امتداد شارع الشيخ زايد من جسر الشيخ زايد إلى نفق الشيخ زايد إلى 120 كم/ساعة، وإزالة المنطقة الحمراء لخفض السرعة (Speed Carpet) بعد النفق الثاني باتجاه الداخل. كما تم تقليل زمن الاستجابة وزمن رفع آثار الحوادث والمركبات المتعطلة، مع توفير مناطق إيقاف للمركبات المتعطلة يمكنها اللجوء إليها بعيداً عن الطريق، وتفعيل اللوحات الإلكترونية لإعلام السائقين بوجود حادث أو اختناق مروري وإعادة توجيههم للمسارات البديلة. وتكثيف إجراءات الضبط المروري باستخدام عين الصقر على طول الطريق لضبط المخالفين لقواعد السير والإعلان عنها في وسائل الإعلام. وأشار القمزي إلى أن الحلول السريعة تضمنت تنظيم أوقات الدوام المدرسي بحيث يكون متزامناً في أوقات مختلفة، مع توفير سياسة العمل المرن للقطاع الخاص والحكومي، وتوسعة تقاطع قصر البحر للسماح بالحركة المرورية الطولية بالاتجاه الداخل إلى جزيرة الريم، والانتهاء من تنفيذ مقترح لإضافة مخرج ومدخل فوق نفق الشيخ زايد إلى منطقة الزاهية وجزيرة المارية، الذي من شأنه رفع كفاءة النفق وتحسين مستوى الخدمة على مخرج جزيرة الريم. حلول حتى 2022 وكشف القمزي عن الحلول متوسطة المدى التي ستنفذها الدائرة خلال الفترة من عام 2019 وحتى 2021، وتتمثل في توسعة شارع الشيخ زايد حارة واحدة بكلا الاتجاهين للمحافظة على خمس حارات بدلاً من أربع حارات، مع توفير حارات التسارع والتباطؤ من بعد مخرج شارع شخبوط بن سلطان، ابتداء من شارع سلامة بنت بطي (23 St) إلى شارع ربدان (29 St) لتحسين مستوى التداخل المروري. كما سيتم تطبيق نظام التحكم في عدد دخول المركبات (Ramp Metering) للمرة الأولى في الإمارة، من خلال تركيب إشارات ضوئية على جميع المداخل المؤدية إلى شارع الشيخ زايد لتعمل خلال ساعات الذروة فقط. بما يساعد في التحكم بعدد المركبات الداخلة على الشارع الرئيسي وبالتالي تحسين نقاط الدمج ومستوى الحركة المرورية. كذلك سيتم تنفيذ طريق الجزر الوسطية الذي سيوفر نقطة وصل إلى جزيرة الريم والماريا وشمال جزيرة أبوظبي. ومن خلال هذا الطريق سيتم الربط بين البر الرئيسي من مدينة خليفة إلى جزيرة الريم عن طريق جزيرة أم لفينة بتكلفة مليار و131 مليون درهم، ويشمل إنشاء طريق يمتد ليربط الجزيرتين مع شارع الشيخ زايد بن سلطان بأبوظبي عند تقاطع شارع ظفير ويتضمن 5 جسور وأعمال طرق منها 4 كيلومترات فوق الماء، ومتوقع البدء فيه خلال العام الحالي (2019) بعد اعتماد الميزانيات من الجهات المعنية على أن يتم إنجازه (2022 - 2023). أما المشاريع بعيدة المدى التي ستنفذها الدائرة خلال الفترة من 2025 إلى 2030، فقال القمزي إنها تتمثل في تطوير منظومة النقل الجماعي بحيث تشمل الحافلات والقطار الخفيف والسريع، بالإضافة إلى تطوير شبكة طرق سريعة توازي شارع الشيخ زايد وتخدم الحركة بطول الجزيرة والحركة من وإلى المناطق الخارجية مثل شارعي الشيخ راشد بن سعيد والخليج العربي.
مشاركة :