محمد حنفي – رحل الشاعر عبدالله عبدالعزيز الدويش عام 1994، وطوال 24 عاما لم يصدر كتاب يوثق المسيرة الإنسانية والشعرية الحافلة للدويش، الكاتب حمد الحمد فعلها أخيرا بإصدار كتاب «عبدالله عبدالعزيز الدويش: شاعر الكويت ورائد توثيق الشعر الشعبي»، الكتاب صدر عن منشورات حمد الحمد في 209 صفحات من القطع المتوسط. يقول الحمد في مقدمة الكتاب «غادرنا الدويش لكن ترك لنا كنزا من المعلومات عن الأدب الشعبي أثرت المكتبة الكويتية والخليجية، ولولا ما قدم لنا الدويش لضاع الكثير من ملامح ذلك الأدب القيم»، ويخصص الحمد الفصل الأول من كتابه عن الصوت والبدايات والعطاء» حيث تقدم عائلته باقة من المعلومات عن هذه البدايات، الدويش من مواليد 1919 تعلم في المدرسة المباركية، ثم التحق بالسفن التجارية عام 1936، وجاب البحار حتى وصل الى الهند ورأى عوالم جديدة، وبعد أن كسدت تجارة اللؤلؤ عمل في شركة نفط الكويت ثم البلدية حتى تقاعده ثم رحل عام 1994. ويورد الحمد قائمة من المؤلفات التي أصدرها الدويش واثرت المكتبتين الكويتية والخليجية مثل: الفن والسامري، الفنون الشعبية، ديوان الشاعر حمود الناصر البدر، مختارات من أعلام شعراء النبط، ديوان الزهيري، مجموعة زهيريات الدويش. عطاء متواصل أما عن رحلته مع الشعر فيورد الحمد مجموعة من الشهادات لمعاصري الدويش ومنهم الأكاديمي والشاعر د. خليفة الوقيان، حيث يستعين الحمد بمقال نشر في القبس بعد وفاة الدويش يقول فيه الوقيان «الشاعر الدويش أحد أعلام جيل دؤوب، أخذ على عاتقه مهمة صعبة، وهي توثيق مادة التراث الشعري الشعبي، ولم يتوقف عن العطاء حتى وهو على فراش الموت، ولعله كان يشعر أن مادة التراث الشعري الشعبي سوف تكون عرضة للضياع، إن لم يتداركها بالحفظ والرعاية». مؤسس مبنى الرابطة في شهادة أخرى للأكاديمي والأديب د. سليمان الشطي يشير فيها إلى دور الدويش في بناء المقر الحالي لرابطة الأدباء الكويتيين في العديلية فيقول «جاء بخريطة لتخطيط البلدية وعرضها على أعضاء الرابطة، وأشار إلى أرض في العديلية، أكثر الجمعيات زاهدة فيها، وبعد فترة وجيزة جاء حاملا إلينا مخططا تنفيذيا لمبنى الرابطة، وأنا أعلم أن ميزانية الرابطة محدودة، فقال لي هامسا: عندي سبعة آلاف دينار وديعة وفرتها ويمكن أن نبدأ بها، وأشهد أنه كان يوليه اهتماما يفوق اهتمامه لبيته الخاص». وفي شهادة ثالثة للأديبة ليلى العثمان تقول «الدويش عاصر والده، استمع وتشرب الفن النبطي والزهيريات، وتابع الدرب، ان الله منحه الموهبة بالوراثة، فعمل واجتهد لكي تكون للموهبة روافدها الأساسية، القراءة، دواوين الشعر القديم، حفظ الشعر الذي استمع إليه وتغلغل في روحه، حتى تشبعت به». ألا يا عبرة يخصص الحمد فصلا كاملا من الكتاب لمختارات من شعر الدويش، منها هذه القصيدة السامرية الشهيرة التي كتبها الدويش عام 1946 وتحولت إلى أغنية غنتها الراحلة عائشة المرطة: الا يا عبرةٍ تجرا … على خدي همايلها سقى الله سدرةٍ خضرا … دموع العين سايلها عليها عبرتي تبرا … ويكفيني عزاي ابها اسامر نجمة الفجرا … وانا عيني تخايلها
مشاركة :