يا أستاذ - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 2/11/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

لا أستثني هذه البلاد من الأقطار العربية في محبة عادة إعطاء لقب يرافق الاسم. فهناك الشيخ والأستاذ، وما بينهما. وقد تقل الألقاب في التحريرات لتصل إلى كلمة "المدعو". واجتازت بعض الدوائر الإحراج فقالت "المواطن" وبالذات البلديات عند إعطاء فسح بناء أو ترميم. وهذا عندي أحسنها. تلك اللواحق لا توجد باللغات الأجنبية، فالإنجليز مثلاً يكتفون بكلمة (مستر) أو (ميسز). شخصياً، أود - ودائماً أفعل - أن أطلق كلمة «أستاذ» على كل من قام بمهنة التدريس، وليست هذه منحة أو إنعاماً أو عطاءً بل هي حق غير قابل للإلغاء.. نهائي لا يمكن نسخه أو تغييره. على الأقل نعوضه عن زمن مرّ عليه في القرن الماضي عندما كانت الجرائد تصور معلم الكتاتيب بجبّة وسبحة وقفطان كي يكون موضع ضحك وازدراء. وصلت القسوة على معلم الأطفال أن شك الناس في عقله..!! فقالوا: لا تستشر معلماً ولا راعي غنم!.. ولا كثير القعود مع النساء!!. وقال شاعر: وكيف يرجّى الرأي والعقل عند من يروح إلى أنثى ويغدو إلى طفل وقال آخر: كفى المرء سخفاً أن يقال بأنهُ معلم صبيان ولو كان فاضلا ولم أجد في الثقافات الأخرى مثل هذه النظرة الشعبية إلى المعلم أو إلى مهنته، فما يبدو لي - ولست متأكداً - أنها مقصورة على العرب أو الأدبيات العربية التي «تأكل بعضها، إن لم تجد ما تأكله». قيل للإسكندر: نراك تعظم معلمك أكثر من تعظيمك لأبيك، فقال: لأن أبي سبب حياتي الفانية، ومؤدبي سبب حياتي الباقية. يمتعض أحد أصحابي المقربين، وهو من الذين قضوا في تدريس اللغة العربية قرابة الثلاثين سنة، إذا قلت له: يا أستاذ فلان، لأنه تعوّد على أن الكلمة تمنح عند المجاملة فقط، ولا أزال أقول له: يا أستاذ.. وذخيرته وماضيه أصدق من كل المجاملات خصوصاً وقد كان أستاذاً للغة العربية بنحوها وصرفها وبلاغتها: بديعها، ومعانيها، وبيانها. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :