قال رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة إن نسبة المسنين ممّن تزيد أعمارهم عن 60 سنة في مملكة البحرين تبلغ حوالي 6%، لكنها من المتوقع أن ترتفع بحلول العام 2030 لتصل إلى حوالي 20%. جاء ذلك خلال افتتاحه أعمال مؤتمر مكافحة الشيخوخة الأول، يوم أمس الأحد، في مركز الأميرة الجوهرة الإبراهيم بجامعة الخليج العربي، وأشار إلى أنه في ظل التقنيات والعلم الحديث أصبح بالإمكان تأخر الشيخوخة وأن يتمتع الإنسان بحياة صحية لمدة أطول، وسيتطرق المؤتمر إلى أبرز ما وصلت إليه الأبحاث في هذا الشأن، ما سيترتب عليه أثر كبير على القوى العاملة ونظام الرعاية الاجتماعية والصحية، ومتطلبات التقاعد.وأضاف «بالرغم من أن الشيخوخة أمر لا يمكن إيقافه، إلا أن طب مكافحة الشيخوخة يسعى الى تحقيق حلم الكثيرين في المحافظة على الشباب باستخدام طرق علاجية مختلفة تساعد على تأخير مسار الشيخوخة، عبر العلاج الجيني والطب التجديدي»، لافتًا إلى أن «الشيخوخة سابقًا هي عملية حيوية تصيب الخلايا بمرور الزمن فتصبح غير قادرة على الانقسام والتجدد ذاتيًا، لكن طب مكافحة الشيخوخة وإطالة العمر يحاول إيقاف هذه العملية وتجديدها، وهناك محاولات لإطالة عمر الانسان الى 150 سنة حسب مراكز الأبحاث حول العالم». وأوضح أن العلاج الجيني والتجديدي والمكملات الغذائية من أهم الطرق المتبعة في مكافحة الشيخوخة، إذ يتم تناول المكملات الغذائية وبعض المستحضرات لإعادة الزمن للوراء في عمر الخلية، أو على الأقل إبطائه ما يؤدي إلى تأخير الشيخوخة. بدورها، قالت الرئيس التنفيذي الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية الدكتورة مريم الجلاهمة إن للهيئة دورا رقابيا لتضمن أن كل ما يستخدم للعلاج من أجهزة وأدوية مطابق للمواصفات العالمية، وذلك في ظل تزايد الاهتمام بمكافحة علامات التقدم في السن والتجميل. وأوضحت أنه قد تم ضبط 20 جهازا خلال العام 2018 غير مطابقين للمواصفات وشهاداتهم غير ذات جودة، وتم سحبها من الأسواق، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لغير المؤهلين في مجال العلاج، وكذلك بالنسبة للإعلانات. وتابعت «ما نقوم به يصب في مصلحة الجميع، إذ نسعى إلى ألا يتم استخدام أدوية أو أجهزة أو منتجات غير مطابقة للاشتراطات، والطبيب أيضًا بحيث لا يتعرض للمساءلة لأنه قام بمزاولة مهنة هو غير مرخص للقيام بها، وينطبق الأمر على الموردين للمنتجات والأجهزة الطبية». من جانبه، قال رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي إن جامعة الخليج العربي تعمل على أن تكون مركزًا إقليميًا يقود التطور العلمي في العلوم الطبية المختلفة، وأن تستقطب العلوم الطبية التي ترسم مستقبل الطب في منطقة دول الخليج العربية. وأضاف أنه منذ بضع سنوات تبنت جامعة الخليج العربي تأسيس تخصص الطب الجيني، ثم أسست تخصص الطب الشخصي، ومؤخرًا أقر مجلس أمناء جامعة الخليج العربي تأسيس تخصص الخلايا الجذعية، وسنعمل مستقبلاً على تأسيس تخصص الطب الرقمي الذي يوظف التقنيات التكنولوجية المتطورة في العلاج. وتحدثت اخصائية التغذية في المركز الطبي الجامعي أسيل الصالح قائلة: «العلم الحديث بين أن هناك ارتباطًا بين التغذية وعلم الجينات، بحيث تؤثر الأخيرة على الأمراض التي يكون الإنسان معرضًا لها بسبب نمط تغذيته، مثل السمنة والسكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض، علاوة على اختلاف أساليب الحمية الغذائية للمرضى بحسب جيناتهم. من جانبه، قال مدير المؤتمر الأستاذ الدكتور معز بخيت إن المؤتمر يجمع المختصين من البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى خبراء من مختلف أنحاء العالم كاليابان وكندا، والنمسا والمملكة المتحدة، والدنمارك وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف «وجود علمائنا المميزين معنا اليوم هو فرصة رائعة لتعزيز الروابط القوية وإقامة علاقات تعاون علمية قوية بين مؤسساتهم الرائعة وجامعة الخليج العربي». لافتًا إلى أن المؤتمر سيناقش العديد من الأوراق العلمية التي تتناول علوم الدماغ المضادة للشيخوخة، العلاج الهرموني، تطبيقات الخلايا الجذعية والعلاج الجيني، كفاءة العلاجات الغذائية، والعديد من المواضيع الأخرى المتصلة بالوقاية من الشيخوخة.
مشاركة :