أكد سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي، أمين عام وزارة الخارجية، أهمية إتقان الدبلوماسي اللغة العربية، اللغة الأم، قبل التحاقه ببعثاتنا الدبلوماسية لتمثيل دولة قطر في الخارج، حتى يحافظ على لغته، وحين يعود لا يجد صعوبة في التعامل بها مع المؤسسات والمجتمع، باعتبار اللغة العربية هي اللغة الرسمية في كل مؤسسات الدولة وأجهزتها. وخلال حفل تخريج الدفعة الرابعة عشرة من برنامج «تأسيس» لإعداد الدبلوماسيين، الذي أقيم أمس الأحد بالنادي الدبلوماسي، بحضور عدد من أصحاب السعادة مديري الإدارات بوزارة الخارجية؛ دعا سعادة الأمين العام لوزارة الخارجية إلى إضافة مادتي اللغة العربية والهوية القطرية باعتبارهما تخصصين جديدين لبرنامج «تأسيس» الخاص بتدريب الدبلوماسيين الجدد، بما يساهم في تنمية الوعي الوطني لديهم.أعرب سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي عن شكره للخريجين على انضباطهم ومتابعتهم للبرنامج، قائلاً: «برنامج (تأسيس) هو البداية، وأمامكم مستقبل واعد وطويل، وإذا أردتم النجاح في حياتكم الدبلوماسية، عليكم تطبيق ما تعلمتموه من مبادئ أساسية لفهم الدبلوماسية على أرض الواقع من خلال الممارسة والتطبيق». مضيفاً: «عملكم سيكون بالخارج، وسوف تمثلون الدولة، وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ووزارة الخارجية خارج قطر، من خلال حسن التعامل والتأثير الجاد». وشدد سعادته على أهمية ودور اللغة العربية، تحدثاً وأسلوباً وكتابة مع الآخر، وتجسيد ذلك بالحوار والمخاطبة والتواصل، وهي صفات أساسية وضرورية، ولا بدّ من إدخال دورات لإتقان اللغة العربية في البرامج المقبلة. وعلّق قائلاً: «لتكن اللغة العربية أولاً وثانياً وثالثاً، وفي المقام الرابع تأتي اللغة الثانية». كما شدّد على «أهمية ودور اللغة الإنجليزية باعتبارها قوة معرفية كبيرة تعزّز من أداء الدبلوماسي، وإبراز تأثيره في الاجتماعات والمحافل الدولية والتفاهمات والاتفاقيات الدولية، بصفتها واحدة من اللغات الحية». مضيفاً: «من المهم أن نتعلم اللغة الإنجليزية، لكن من المهم أن نتعلم لغة البلد الذي نمثّل دولتنا فيه؛ لأنه باللغة الإنجليزية قد نكسب العقول، لكن بلغة البلد نكسب القلوب، ونحن في هذا الزمن بحاجة إلى أن نكسب العقول والقلوب معاً، وهو ما تحقق بفضل الدبلوماسية القطرية التي تحرص على تحقيق هذه المعادلة». ونوّه الحمادي إلى ضرورة «إبراز الهوية القطرية، سلوكاً ولغة وأدباً، من خلال إرساء قواعد أخلاقية وسلوكية تمتاز بها الدبلوماسية القطرية، مبنية على الالتزام بالأخلاق الفاضلة والمبادئ الإسلامية والتراث القطري؛ لتكون الدبلوماسية القطرية متميزة بفضل قوتها الناعمة». كما شدد على «الانضباط والالتزام بالعمل، من حيث التوقيت والتخطيط وجدولة النشاطات والمهام، وأن يتم الالتزام بتوفير البديل في العمل، وتنظيم جدولة الإجازات، لكي لا يكون هناك خلل وتأثير في أداء العمل بالسفارات والبعثات والمندوبيات القطرية في الخارج». من جانبه، قال سعادة الدكتور عبدالعزيز بن محمد الحر، مدير المعهد الدبلوماسي: «إننا نحتفل اليوم بتخريج 44 دبلوماسياً، بينهم 14 خريجة و30 خريجاً، أنهوا 200 ساعة عمل خلال ستة أسابيع»، لافتاً إلى أن «الانتهاء من البرنامج التدريبي هو بداية الطريق نحو عمل جاد لإثبات الذات في هذا المجال»؛ معرباً في الوقت ذاته عن أمله في أن يكون الجميع سفراء حقيقيين للدبلوماسية القطرية التي أثبتت مدى تأثيرها على المستوى العالمي. وأوضح سعادته أن «دولة قطر دولة صغيرة في مساحتها وعدد سكانها على مستوى العالم، لكنها على مستوى التأثير باتت رقماً صعباً، ومؤثرة في مختلف المجالات اقتصادياً وسياسياً ورياضياً، بفضل وجود دبلوماسيين أمثالكم مثّلوا الدولة خير تمثيل». وتطرّق سعادة الدكتور عبدالعزيز الحر لأهمية برنامج «تأسيس»، قائلاً: «هذا البرنامج أُعد لشباب قطر ليواصلوا المسيرة، بفرض احترامهم وإنجازاتهم. فهذا البرنامج من بنوده التأسيس العلمي، والتأسيس المهاري، والتأسيس القيمي والشخصي. وهناك في الطريق برنامج آخر هو «برنامج تكوين» وبرامج عديدة أخرى». وأعرب سعادته عن شكره لدعم القيادة السياسية بوزارة الخارجية، ودعم سعادة الأمين العام للمعهد الدبلوماسي، وتوفيرهما كل ما من شأنه الارتقاء بآليات العمل التدريبي.;
مشاركة :